كلنا نتذكر هذه النكتة ونضحك منها أيضا، وهى تلخص موقفنا من المعرفة الجنسية عند الطفل، وأيضا دهشتنا من حصيلة هذه المعرفة عنده، فالطفل يعنى عندنا براءة، والجنس يعنى عندنا نجاسة وبالطبع لا يمكن من وجهة نظرنا أن يجتمع الطهر مع النجاسة والبراءة مع الإثم، ولا يمكن أيضاً أن نتخيل أن عالم هذا الطفل النقي قد خدشته أظافر الجنس الشرسة!.
لكن العلم والحقيقة والواقع تأبى إلا أن نخيب ظنوننا وترفض أن ننعم بالراحة والسكينة والاطمئنان ونحن نرى أطفالنا يمارسون اللهو، ويعيشون البراءة فيطلقون إنذاراً معناه: خلف هذا اللهو يختفي غرض ما وتحت هذه البراءة يعشش المجهول الذي نخاف منه.
البداية مع جهاز الموجات فوق الصوتية والذي كشف لنا عن أنه يوجد انتصاب لدى الجنين الذكر حتى قبل ولادته بشهور وهو داخل رحم الأم، وأيضاً نلاحظ كثيراً في غرف الولادة انتصابا يتم في الدقائق الأولى بعد الولادة مباشرة، وبالمثل أكدت الأبحاث على أنه يحدث لدى المولودة الأنثى بلل في المهبل وانتصاب للبظر في الأربع والعشرين ساعة الأولى من حياتها..
تستمر هذه الأحاسيس في الظهور لدى الطفل سواء الذكر أو الأنثى خلال الشهور الأولى بعد الولادة فنلاحظ كثيراً حدوث انتصاب مع هدهدة الأم للطفل أو احتضانها له أو أثناء استحمامه.....الخ.
هذا الانتصاب يسبب قلقاً شديداً وانزعاجا خطيراً للأب والأم من الممكن أن يزولا تماماً حين erotic وليس رد فعل لشهوة pleasure نفسر كل هذا على أنه رد فعل لمتعة.
فهذا الطفل الرضيع يستمتع كما يستمتع بثدي أمه أثناء الرضاعة، يحدث له الإشباع هناك كما يحدث له هنا، إنها خبرة ممتعة ليس عليها أي غبار ولكننا للأسف حين نتعامل معها بهذا القلق والانزعاج فإنما نحن في الحقيقة نتعامل مع عقدنا نحن!.
(وكما يلاحظ الآباء والأمهات وتأخذهم الحيرة من طفلهم الذي لم يبلغ عامه الأول بعد، ويظل بالرغم من ذلك يلمس ويحك أعضاءه التناسلية بشكل ملفت للنظر، يلاحظه أيضاً العلماء ولكن بدون حيرة المفزوع، إنما بدهشة الفضولي ورغبته وتحرقه شوقاً إلى أن يعرف).
عندما أثبت (كينزى) في دراسته أن ذلك اللمس والاحتكاك من الممكن أن يؤدى إلى الأورجازم في تلك السن، طرح هذا السؤال الهام نفسه على بساط البحث، هل ذلك اللمس هو نوع من الاكتشاف الذي يمارسه الطفل على جسده حتى يتعرف عليه، بمعنى أن القضيب هنا مثله مثل الركبة أو الرقبة أو اليد؟؟، أم أنه يحمل بداخله عنصراً جنسياً مستتراً وإحساساً ممتعاً خاصاً بهذا الجزء يجعله يعيد التجربة ويكررها دوماً ؟؟؟؟.
بالطبع لا يستطيع الأطفال أن يمنحونا الإجابة الشافية عن هذه الأسئلة لأنهم يمارسون فقط ولا يهمهم لماذا، وكيف تتم هذه الممارسات فهم لا يبالون بالتبرير ولا يلقون بالاً للمنطق الذي يبدو أنه هم الكبار فقط وخاصة عديمي الممارسة..
التسميات
ثقافة جنسية طفولية