تصور أندريه مارتيني للغة: وحدات دالة على معنى ووحدات صوتية لا معنى لها



تصور أندريه مارتيني للغة:

1. اللغة أداة تواصل:

يؤكد مارتيني على أن اللغة ليست مجرد مجموعة من الكلمات أو الأصوات، بل هي أداة تواصل أساسية ينقل من خلالها البشر تجاربهم ومعارفهم. ونظرًا لاختلاف تجارب كل جماعة بشرية، فإن لغاتهم تختلف أيضًا في طريقة تعبيرها عن هذه التجارب.

2. بنية اللغة:

يرى مارتيني أن بنية اللغة تتكون من مستويين:

- المستوى الأول:

  • هو مستوى الوحدات الدالة على معنى، والتي تسمى بالمورفيمات (أو المونيمات).
  • تشمل المورفيمات الكلمات والجذور واللواصق.
  • مثال: كلمة "كتاب" تتكون من مورفيمين: "كت" (جذر) و "اب" (لاصقة).

- المستوى الثاني:

  • هو مستوى الوحدات الصوتية التي لا معنى لها، والتي تسمى بالفونيمات.
  • تشمل الفونيمات الأصوات المميزة في اللغة.
  • مثال: في اللغة العربية، الفونيمات "ك" و "ق" متميزتان، لأن كل منهما ينتج معنى مختلفًا، مثل "كتاب" و "قلم".

3. التمفصل:

يُقدم مارتيني مفهوم "التمفصل" لشرح كيفية تحليل اللغة إلى وحداتها المكونة.

- التمفصل الأول:

  • هو عملية تحليل الخطاب إلى وحدات ذات المعنى، أي إلى المورفيمات.
  • مثال: تحليل جملة "قرأت كتابًا" إلى مورفيمات: "قرأت" (فعل) و "كتابًا" (اسم منصوب).

- التمفصل الثاني:

  • هو عملية تحليل الوحدات المعنوية (المورفيمات) إلى وحدات أصغر (الفونيمات).
  • مثال: تحليل كلمة "كتاب" إلى فونيمات: "ك" و "ت" و "ا" و "ب".

4. التمفصل المزدوج:

  • يُشير مارتيني إلى "التمفصل المزدوج" كخاصية مميزة للغة البشرية.
  • يعني التمفصل المزدوج أن اللغة البشرية تُحلل إلى وحدات ذات معنى (المورفيمات) ثم تُحلل هذه الوحدات إلى وحدات صوتية (الفونيمات).
  • يفتقر الحيوان إلى هذه الخاصية، حيث أن أصواته لا تُحلل إلى وحدات ذات معنى.

أهمية تصور مارتيني:

  • يُقدم مارتيني تصورًا واضحًا لبنية اللغة وكيفية عملها.
  • يُساعد مفهوم "التمفصل المزدوج" على تمييز اللغة البشرية عن لغات الحيوان.
  • ساهمت أفكار مارتيني في تطوير علم اللسانيات البنيوي.

ملاحظة:

  • يُعدّ مارتيني من أهم رواد علم اللسانيات البنيوي في القرن العشرين.
  • ساهمت أفكاره في تحويل علم اللسانيات من دراسة تاريخية للغات إلى دراسة علمية لبنية اللغة وكيفية عملها.


0 تعليقات:

إرسال تعليق