الصيغة التفاعلية بين التعليم والتعلم في التصور البيداغوجي الحديث.. إنتاجية ونجاعة النظام التعليمي في تكوين الكفايات التعليمية عند المتعلمين

بعدما ارتبطت البيداغوجيا- لزمن طويل- في مراحلها الأولى بالتــأمل الفلسفي، وكانت سمتها الأساسية هي المذهبية.

وبعدما تم الاقتناع بقصور الموهبة والحدس في التدريس، استقلت علوم التربية مع منتصف القرن العشرين عن منهج  التأمل الفلسفي لترتبط بالمناهج العلمية.

فتم الاقتناع بالمقابل بجدوى وضرورة التكوين من أجل التدريس Proféssionalisation وذلك عن طريق وضع هندسة للفعل التعليمي، مع تحديد ضوابطه، والتحكم في مكوناته وتحقيقا للجودة في الاحترافية، وخلقا للانسجام بين أهداف التعليم المعلنة، وبين أهدافه الحقيقية.

لقد أفرز التصور البيداغوجي الحديث عدة مفاهيمية مهمة، كان من أبرزها تلك الصيغة التفاعلية بين التعليم والتعلم.

فمفهوم تعليم – تعلم هو مفهوم جديد أفرزته التصورات البيداغوجية الحديثة، وفي طليعتها المقاربة الديداكتيكية التي جعلته في صدارة اهتماماتها وانشغالاتها.

كما أغنته المقاربة النسقية التي تنظر إلى العملية التعليمية التعلمية على أنها نظام تفاعلي ودينامي يشمل عناصر مترابطة، وعلاقات مكثفة مع المحيط.

وطبيعي والحال هاته أن يتوجه الاهتمام في العملية التعليمية التعلمية إلى هندسة الفعل التعليمي، بحثا عن مزيد من الجودة وكثير من الفعالية، وتجاوزا للارتجال والعشوائية، ومن أجل تمهين الفعل التربوي للانتقال به من الصنعة إلى المهنة التربوية.
ولأجل هذا تم البحث عن مدى إنتاجية ونجاعة النظام التعليمي في تكوين الكفايات التعليمية عند المتعلمين.

ويستوجب تحقيق هذا المبدأ استعمال هندسة بيداغوجية، وتقنيات تربوية، وتقوم على برامج ومناهج بيداغوجية مبنية بطريقة علمية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال