من القمع والإستغلال والتهميش والديون: أضحت أمريكا الجنوبية، طرافةً، قارة لـ"التحولات الكبرى" فقد صارت أكبر مدين في العالم، من أزمات ديون المكسيك إلى أزمات ديون البرازيل فالأرجنتين فأورجواي إلخ وبينما القارة أكبر مصدر معادن في العالم، ولكنها أيضاً بذات الإقتصاد أضحت صاحبة أكبر معدل للفقر البنيوي، وللتضخم كما صارت أيضاً إلى حد ما صاحبة أكبر معدل للتسرب في التعليم، وأكبر معدل للعطالة، وأكبر معدل لسوء التغذية وأمراضه وسط السكان الأصليين، وأكبر معدل للتفكك الأسري، وأكبر معدل للجريمة وأكبر معدل للفساد (معدل حديث) وأكبر معدل للإنقلابات والتوترات السياسية، وأكبر معدل للقتل السياسي في المدن والقرى، وأكبر معدل لإنتهاك الحقوق اليومية للمواطنين..وأكبر معدل لنزف البيئة وإستهلاكها، وأكبر معدل لبعض حالات الإدمان والجنون والإنتحار إن لم يكن بالمقارنة مع غيرها من القارات والدول فبالنظر إلى تاريخها إلخ ، ولو لم تكن بعض الدول في أفريقيا وآسيا أشد سجماً من بعض دول القارة الامريكية الجنوبية، لفازت الأخيرة بجائزة القارة الأسوأ في كل مجال، بيد إن سوء أحوالها يبين في الفرق الضخم بين حجم ثرواتها وإنتاجها وحجم ديونها والنواقص الإقتصادية والثقافية في حياة مجتمعاتها ككل الأصلية منها والمستوطنة.