التدريس بالكفايات لتجاوز البيداغوجيا التقليدية.. التمكن من معارف ومن مناهج لتوصيلها وتشريبها للمتعلم واستدماج المعرفة والقدرة على إرجاعها



يحتل التدريس بالكفايات في علاقته بالبيداغوجيا التقليدية موقعا متميزا بالمقارنة مع نظرية التدريس بالأهداف.

فالتفكير في اعتماد الكفايات في التدريس ينطلق من محاولة إزاحة التصورات والطرائق التقليدية التي ظلت تخترق البيداغوجيا رغم مختلف التجديدات التي عرفتها، والذي يجعلها تجديدات شكلية محضة.

وعلى هذا المستوى تبرز نظرية التدريس بالأهداف أقرب إلى البيداغوجيا التقليدية منه إلى التدريس بالكفايات.

لعل أهم ما يميز الطرائق التقليدية في البيداغوجيا هو كونها تشترط توفر خاصية الكفاية Compétence في المدرس، على اعتبار أن هذه الكفاية تنحصر في التمكن من معارف ومن مناهج لتوصيلها وتشريبها للمتعلم.

وهكذا كان دور المتعلم في البيداغوجيا التقليدية منحصرا في استدماج المعرفة والقدرة على إرجاعها، وانسجاما مع ذلك كانت طرائق التدريس متمحورة حول عمليات التلقين وإيصال المعرفة للمتعلم المتلقي.

يبرز مما سلف أن البيداغوجيا التقليدية هي في العمق بيداغوجيا المحتويات، أي أنها تستهدف تلقين معارف محددة للمتعلمين أساسا، وهو ما يجعل منها بيداغوجيا متمركزة حول عمل المدرس.

إذا كانت البيداغوجيا التقليدية تتمركز حول عمل المدرس، فإن أهم ما يميز نظرية التدريس بالأهداف والتدريس بالكفايات هو محاولتهما تحويل هذا التمركز بجعل المتعلم وتعلماته وإمكاناته بؤرة العمل البيداغوجي ومركزه، غير أن ذلك لا يتم بنفس الطريقة في كلتا المقاربتين.