إحياء القومية العربية.. قيادة الأتراك الدولة العثمانية باتجاه التتريك وإحياء القومية الطورانية التركية وانتشار مظاهر البطش والظلم



على الرغم من أن المماليك والعثمانيين قد بسطوا سيطرتهم على الوطن العربي، ومن ضمنها فلسطين، فإن ذلك لم يبدّل الهوية والانتماء.

ولم يستطع هؤلاء بما جاؤوا من خليط ثقافي أن يفرضوا على المنطقة وجهاً آخر غير وجهها الأصيل فخرجوا من بلادنا، حينما خرجوا، وآثار العروبة تلفح وجوههم.

 وعلى الرغم من مظاهر البطش والظلم التي انتشرت في الدولة العثمانية وخاصة في القرن الأخير من حياتها.

بدأ الشعور القومي ينمو ويظهر بشكل واضح في القرن التاسع عشر، مما جعل الأتراك يقودون الدولة العثمانية باتجاه التتريك وإحياء القومية الطورانية التركية، ذلك الذي دفع العرب بدورهم إلى مواجهة التتريك من خلال إحياء القومية العربية.

لقد كان المثقفون الفلسطينيون متابعين للتطورات السياسية حينذاك وكانت لهم آراؤهم وتوجهاتهم، إذ اتخذوا مواقف ثابتة وحازمة في وجه سياسة التتريك التي مارستها جمعية الاتحاد والترقي ضد الثقافة العربية.

وكذلك كانت لهم مواقفهم ضد سياسة التجنيد الإجباري للشباب العربي وزجّهم في حروب لا علاقة لهم فيها سوى تحقيق مطامع الدولة التركية.

وقد تأثر المثقفون ورجال الفكر في فلسطين بالتيارات السياسية التي ظهرت بين إخوانهم العرب في هذه الحقبة من الزمن وأثّروا فيها..