أسباب ظهور الغزل العُذري العفيف في العصر الأموي:
- وجد الغزل العُذري العفيف في العصر الأموي بيئة صالحة في بوادي الحجاز ونجد.
- نُسب إلى بني عُذرة إحدى قبائل قضاعة التي كانت تنزل بوادي القرى شمالي المدينة المنورة، إذ أكثر شعراؤها من التغني به ونظمه. وكانوا مضرب المثل في شدة الحب وصدقه.
من بني عذرة إلى بني عامر:
يروى أن سعيد بن عقبة سأل أعرابياً: ممن الفتى، فقال: من قوم إذا عشقوا ماتوا.فقال: عذري ورب الكعبة.
فمم ذاك؟
قال الأعرابي: في نسائنا صباحة، وفي فتياننا عفة.
ولم يقف هذا الغزل عند بني عذرة، بل شاع في بوادي الحجاز ونجد وخاصة بني عامر الذين سكنوا أطراف نجد، ومنهم المجنون قيس بن الملوح.
أسباب شيوع الشعر العذري:
ولا شك أن شيوع هذا النوع من الغزل يرجع إلى:
- أن الإسلام قد طهر النفوس وبرءها من كل إثم.
- أن سكان البوادي عاشوا معيشة فقيرة فيها شظف العيش وقسوة الحياة في مجتمعهم الرعوي.
- لم يهتم خلفاء بني أمية بإمداد هذه البوادي بالأموال والعطايا والجواري والرقيق كما فعلوا مع مدن الحجاز، حيث لم يكن في هذه البوادي أبناء الصحابة والمهاجرين ممن يخافون منهم على الخلافة.
- لم تكن سبل اللهو وأبوابه مفتوحة أمام شباب البادية ذوي النفوسِ الساذجة التي لم تعرف الحياة المتحضرة في المدن.
الآثار الإيجابية للشعر الحر على مجتكع البادية:
معنى هذا أن مجتمع البادية في هذا العصر تِخلص من شيئين:
- من روح الجاهلية القديمة في حياته الدينية والخلقية.
- من روح العصر الجديد في حياته الاجتماعية والسياسية.
فخَلُص له شيئان:
- خلُصت له روح الإسلام الجديدة في بعض جوانب حياته.
- وخلُصت له روح البداوة الموروثة في بعضها الآخر.