مبادئ التربية الطبيعية عند روسو.. إشراك الطفل في العمل والتجريب في المعامل وتهيئة الظواهر لإدراكها وإلغاء النظام التعليمي القائم على السلطة العليا



مبادئ التربية الطبيعية عند روسو:

تعتمد التربية الطبيعية عند روسو محموعة من المبدئ هي:

- الإيمان ببراءة الطفل:

وهو تأكيد لاعتقاده بخيرية الطبيعة البشرية، إنه يذكر أن الإنسان ابن الخطيئة.

- الإعلاء من شأن الطبيعة:

فالطبيعة يتعلم منها الإنسان ما يحتاج، والتربية الصحيحة هي السير وفق قوانينها.

- مبدأ الحرية:

ترك الطفل يتدبر أمره بنفسه يحمله على التفكير واكتشاف المفاهيم والحقائق، على المربي أن يخلق مأزقا للطفل ثم يترك له الحرية للخروج من المأزق، وبهذا تتم عملية التعلم التلقائي الراسخ.

- مبدأ التربية السلبية:

أي ألا نعلم الطفل شيئا لا يطلب تعلمه، فترك له الحرية في الحركة والاحتكاك واكتشاف الخبرة العملية والابتعاد عن الدروس اللفظية فيقول: "لا ينبغي أن نلقن الطفل دروسا لفظية، فالتجربة وحدها هي التي يجب أن تتولى تعليمه وتأديبه.

- مبدأ الطفل هو محور التربية:

أي معاملة الطفل كطفل لا كراشد، وأن ميوله وخصائصه وحاجاته الحاضرة ومصالحه يجب أن تكون مركز العملية التربوية لا رغبات وطموحات الكبار.

ملاحظة نمو الطفل:

إن أصحاب هذا المذهب يهتمون بطبيعة الطفل، وأساس التربية عندهم لا يتمثل في الإعداد للمستقبل حيث يقول روسو: "إن الطبيعة تتطلب منهم أن يكونوا أطفالا قبل أن يصبحوا رجالا وعلى المربين أن لا يحملوا الطفل ما لا طاقة به، وإلا عاش تعيسا".
ومن هنا ينحصر دور المربي عندهم في ملاحظة نمو الطفل نموا طبيعيا وتهيئة الفرص والظروف الملائمة لهذا النمو والتشديد على خبرة الطفل وميوله.
أي إشراك الطفل في العمل والتجريب في المعامل.. وتهيئة الظواهر لإدراكها وإلغاء النظام التعليمي القائم على السلطة العليا.

واقع التعليم والتعلم:

وبالعودة إلى السياسات التعليمية في بلدنا نجد أنه من الناحية النظرية فإن القائمين على العملية التربوية يؤمنون بأن هذه النظريات السابقة بمجملها تكمل بعضا.
أما من الناحية العملية فأعتقد أنهم لم يأخذوا بهذه النظريات.. وهذا يظهر ويتضح لنا بسرعة بالنظر إلى النتائج المخيبة التي وصل إليها واقع التعليم والتعلم.
وإلا كان يمكن أن نشهد نفس النجاحات التي تحققها المدارس في فرنسا أو الولايات المتحدة.. أو أية دولة أخرى.
 إذا فنحن لم نشهد الكمال في مدارسنا.. ابتداء بإنشاء مبان مدرسية لائقة من حيث توافر الشروط الصحية، ومراعاة توافر ساحات اللعب والمناشط المختلفة وانتهاء بموضوع الاستيعاب والصفوف المكتظة التي تحتم أن يصبح المدرس شرطيا لا مربيا.