التعقيد المعنوي.. أن يكون الكلام خفي الدلالة على المعنى المراد بحيث لا يفهم معناه إلا بعد عناء وتفكير طويل



ما هو التعقيد المعنوي؟

التعقيدُ المعنويُّ أن يكون الكلامُ خفيَّ الدَّلالة على المعنى المرادِ، بحيث لا يفْهم معناه إلاّ بعدَ عناءٍ وتفكيرٍ طويلٍ.

مثال ذلك قول امرئ القيس:

وأَرْكَبُ في الرَّوْعِ خَيْفَانَةً + كَسَا وَجْهَهَا سَعَفٌ مُنْتَشِرْ
الخيفانةُ الجرادةُ، وكنَّى هنا عن الفرسِ الخفيفةِ، والسعفُ المنتشرُ الشَّعرُ يكسو وجهَها فقبيحٌ.

وكما في قول عبّاس بن الأحنَف:

سَأطلُبُ بُعدَ الدَّارِ عَنْكم لِتقْرُبوا + وَتَسْكُبُ عَيْنايَ الدُّموعَ لِتَجْمُدَا.

جعلَ سكبَ الدُموع كنايةً عمّا يلزمُ في فراقِ الأحبَّة من الحُزن والكمد، فأحسنَ وأصابَ في ذلك، ولكنَّه أخطأ في جعل جمودِ العينِ كنايةً عمَّا يوجبُه التَّلاقي من الفرحِ والسُرُور بقُرب أحبتّهِ، وهو خفىٌّ وبعيدٌ - إذ لم يعرفْ في كلام العربِ عند الدُّعاءِ لشخصٍ بالسرور (أنْ يقالَ له: جُمدتْ عينُك) أو لا زالتْ عينُك جامدةً، بل المعروفُ عندهم أنَّ جمودَ العين إنّما يكنَّى به عن عدمِ البكاءِ حالةَ الحزن، كما في قول الخنساء:
أَعَينَيَّ جُودَا ولا تَجْمُدا + ألا تَبْكِيانِ لِصَخْرِ النَّدَى