بلاغة الكلام.. مطابقته لما يقتضيه حال الخطاب مع فصاحة ألفاظه مفردها ومركبها والذي يصوره المتكلم بصورة تناسب أحوال المخاطبين



ما هي بلاغة الكلام؟

البلاغةُ في الكلامِ: مطابقتُه لما يقتضيه حالُ الخطاب– مع فصاحةِ ألفاظهِ «مفردِها ومركَّبِها».
والكلامُ البليغُ: هو الذي يُصورِّهُ المتُكلِّمُ بصورةٍ تناسبُ أحوالَ المخاطبين.

وحالُ الخطابِ «ويسمَّى بالمقامِ» هو الأمرُ الحاملُ للمتكلِّم على أن يُوردَ عبارتَه على صورةٍ مخصوصةٍ دون أخرى.
والمُقتضَى - «ويسمَّى الاعتبارُ المُناسبُ» هو الصورةُ المخصوصةُ التي تُورَدُ عليها العبارةُ.

مطابقة المقتضَى:

مثلاً – المدح ُ– حالٌ يدعو لإيرادِ العبارة على صورةِ الإطناب، وذكاءُ المخاطب – حال ٌيدعو لإيرادها على صورةِ الإيجاز، فكلٌّ من المدحِ والذكاءِ «حالٌ ومقامٌ» وكلٌّ من الإطناب والإيجاز «مُقتضَى»، وإيراد الكلام على صورة الإطناب أو الإيجاز « مُطابقة للمقُتضَى».

التأليف بين المعاني والألفاظ:

وليست البلاغة إذاً مُنحصرة في إيجاد معانٍ جليلة، ولا في اختيار ألفاظٍ واضحة جزيلةٍ، بل هي تتناولُ مع هذين الأمرين أمراً ثالثاً (هو إيجادُ أساليبَ مُناسبةٍ للتأليف بين تلك المعاني والألفاظ) مما يُكسبها قوَّةً وجمالاً.

مطابقة الكلام الفصيحِ لما يقتضيه الحال:

وملخَّصُ القول – إنَّ الأمرَ الذي يَحملُ المُتكلّم على إيراد كلامهِ في صورةٍ دون أخرى: يُسمَّى «حالاً» وإلقاءُ الكلام على هذه الصُّورةِ التي اقتضاها الحال يُسمَّى «مُقتضَى» والبلاغةُ: هي مُطابقةُ الكلامِ الفصيحِ لما يقتضيهِ الحالُ.