تتميز اللغة العربية بثبات الأصول ومرونة الفروع، وثبات أصول الألفاظ ومحافظتها على روابطها الاشتقاقية يقابل استمرار الشخصية العربية خلال العصور، فالحفاظ على الأصل واتصال الشخصية واستمرارها صفة يتصف بها العرب كما تتصف بها لغتهم، إذ تمكن الخاصة الاشتقاقية من تمييز الدخيل الغريب من الأصيل.
وبهذه المرونة عولجت مسألة المصطلحات، وقد لاحظ ألفرد غيوم هذه الخصائص فعلق عليها بقوله: صلح اللسان العربي للتعبير عن العلاقات بإيجاز أكثر من اللغات الآرية لمرونته وقابليته الاشتقاقية الفائقة في الاسم والفعل...
فاللغات الأوربية تتغير معاجمها بين الحين والحين ولا يمر قرن واحد إلا ويصيبها تغيير أساسي في مفرداتها وقواعدها.
بينما للعربية قدرتها الفائقة على استخدام أكثر من طريقة لتثبيت ألفاظ جديدة في قاموسها:
كالقلب المكاني، والنحت، والتعريب.. وغيرها.
ومن مرونتها كذلك، الظواهر الصوتية من إبدال، وإدغام، وإظهار, وإخفاء، وروم، وإشمام، وأيضاً اسم المكان - الزمان - السببية - الحرفة - الأصوات - المشاركة - الآلة - التفضيل ... وغيرها، تلك المرونة التي أتاحت لها أن تغدو لغة الحضارة في القرون الوسطى.
ويقول وليم ورك: (إن للعربية ليناً ومرونةً يمكنانها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر).
قال حافظ على لسان العربية:
وسعت كتاب الله لفظاً وغايةً وما ضقت عن آي به و عظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة وتنسيق أسماء لمخترعات
التسميات
لغتنا