النص الروائي في المنهج البنيوي:
يعتمد المنهج البنيوي في تحليل النص الروائي على دراسة النص من خلال مستوياته المختلفة، دون اللجوء إلى أي تفسيرات أو تأويلات خارج النص. ويركز المنهج البنيوي على العلاقات الداخلية بين عناصر النص، والكشف عن البنية العميقة للنص، التي تشكل دلالته.
مستويات تحليل النص الروائي في المنهج البنيوي:
ويمكن تقسيم مستويات تحليل النص الروائي في المنهج البنيوي إلى ما يلي:
- المستوى الصوتي:
يهتم هذا المستوى بدراسة الأصوات والنغمات في النص، وتأثيرها على المعنى. على سبيل المثال، يمكن أن تسهم الأصوات المتشابهة في خلق جو من التوتر أو الإثارة في النص.
- المستوى المعجمي:
يهتم هذا المستوى بدراسة المفردات والكلمات في النص، ودلالاتها. على سبيل المثال، يمكن أن تسهم الكلمة الواحدة في خلق معاني متعددة في النص، اعتمادًا على سياقها.
- المستوى النحوي:
يهتم هذا المستوى بدراسة البنية النحوية للنص، وتأثيرها على المعنى. على سبيل المثال، يمكن أن تسهم الجملة الطويلة في خلق جو من التشويق أو الغموض في النص.
- المستوى الدلالي:
يهتم هذا المستوى بدراسة المعنى العام للنص، والعلاقات بين عناصر النص. على سبيل المثال، يمكن أن تسهم الشخصيات والأفعال والأحداث في خلق معنى عام للنص، يتجاوز مجرد سرد أحداثه.
- المستوى الرمزى:
يهتم هذا المستوى بدراسة الرموز في النص، ودلالاتها. على سبيل المثال، يمكن أن يرمز الحيوان أو الشيء أو الحدث في النص إلى شيء آخر غير ما هو ظاهر.
تقنيات تحليل النص الروائي في المنهج البنيوي:
ويمكن أن يعتمد تحليل النص الروائي في المنهج البنيوي على تقنيات مختلفة، مثل:
- تحليل المستويات المختلفة للنص:
يعتمد هذا التحليل على دراسة النص من خلال مستوياته المختلفة، كما هو موضح أعلاه.
- تحليل البنية العميقة للنص:
يعتمد هذا التحليل على دراسة العلاقات بين عناصر النص، والكشف عن البنية العميقة للنص، التي تشكل دلالته.
- تحليل العناصر المكونة للنص:
يعتمد هذا التحليل على دراسة الشخصيات والأفعال والأحداث والأماكن وغيرها من عناصر النص، وعلاقاتها ببعضها البعض.
ويمكن أن تسهم تحليلات النص الروائي في المنهج البنيوي في فهم النص بشكل أعمق، والكشف عن جمالياته ودلالاته.
النص الروائي بنية فنية:
إن المنهج البنيوي في مطلع الثمانينات كان ما يزال في تجاربه الأولى عندنا.
وهو يعتبر النص الروائي بنية فنية ذات استقلال وتميز عن باقي البنيات الأخرى للأشكال الأدبية، باعتبار هذه البنية دالة بذاتها على ذاتها.
فالتحليل البنيوي الشكلي يكتفي بما يكشف من أنساق ومستويات وعلاقات داخلية تفسّر الانسجام والتكامل والتناظر.
التحليل السوسيوبنيوي:
ولكنه يضعنا أمام الباب المسدود، حين يعزل النص عن واقعه وعن مبدعه.
لذلك كان لا بد من ازدواج التحليل البنيوي بالتحليل الأعمق للبنية الفكرية والاجتماعية.
وقد جاء المنهج التكويني (أو التحليل السوسيوبنيوي) ليحقق التوازن بين المنهج اللغوي والمنهج الاجتماعي.
غير أنه إذا كان بمقدور الروائي أن يبدع صياغته، فإنه ليس بمقدوره إبداع رؤية العالم، أو إبداع نسق من العلاقات من غير أن يكون مرجعه في ذلك هو مجتمعه أو طبقته الاجتماعية.
وهكذا يتكامل الفن والوعي، في العمل الروائي، بين الذات والموضوع الخارجي، بين البنية (الشكلية) الظاهرة، والبنية (الموضوعية) العميقة، بين اللحظة الإبداعية واللحظة التاريخية والاجتماعية.
التسميات
نص أدبي