ما هي شروط نصب المفعول لأجله.. يكون المصدر قلبياً مُتَّحداً معَ الفعل في الزمان وفي الفاعل عِلَّةً لحُصولِ الفعلِ بحيثُ يَصِحُّ أن يقعَ جواباً لقولكَ: لِمَ فعلتَ؟



شروط نصب المفعول لأجله:

يُشترَطُ في نصب المفعول لأجله خمسةُ شروطٍ. فإنْ فُقِدَ شرطٌ منها لم يَجُز نصبُهُ.
فليسَ كلُّ ما يُذكر بياناً لسبب حُدوثِ الفعلِ يُنصَب على أنه مفعولٌ له.
وهذاَ تفصيلَ شروط نصبه:

1- أن يكونَ مصدراً:

فإن كان غير مصدر لم يجز نصبه كقوله تعالى: {والأرض وضعها للأنام}.

2- أن يكون المصدر قلبياً:

أي: من أفعال النفس الباطنة، فإن كان المصدر غير قلبي لم يجز نصبه، نحو: "جئت للقراءة".

3- أن يكونَ المصدرُ القلبيُّ مُتَّحداً معَ الفعل في الزمان، وفي الفاعل:

(أي): يجب أن يكون زمان الفعل وزمان المصدر واحداً، وفاعلهما واحداً.
فإن اختلفا زماناً أو فعلاً لم يجز نصب المصدر.
فالأول نحو: "سافرت للعمل". فإن زمان السفر ماضٍ وزمان العلم مستقبل.
والثاني نحو: "أحببتك لتعظيمك العلم".
إذ أن فاعل المحبة هو المتكلم وفاعل التعظيم هو المخاطب.
ومعنى اتحادهما في الزمان أن يقع الفعل في بعض زمان المصدر: كجئت حباً للعلم، أو يكون أول زمان الحدث آخر زمان المصدر: كأمسكته خوفاً من فراره. أو بالعكس، كأدبته اصلاحاً له.

4- أن يكون هذا المصدرُ القلبي المُتَّحدُ معَ الفعل في الزمان والفاعل، عِلَّةً لحُصولِ الفعلِ:

بحيثُ يَصِحُّ أن يقعَ جواباً لقولكَ: "لِمَ فعلتَ؟".
فإن قلت: "جئت رغبة في العلم"، فقولك: "رغبة في العلم" بمنزلة جواب لقول قائل: "لم جئت؟".
فإن لم يذكر بياناً لسبب حدوث الفعل، لم يكن مفعولاً لأجله، بل يكون كما يطلبه العامل الذي يتعلق به.
فيكون مفعولاً مطلقاً في نحو: "عظمت العلماء تعظيماً".
ومفعولاً به في نحو "علمتُ الجبن معرةً".
ومبتدأ في نحو: "البخل داء".
وخبراً في نحو: "أدوى الأدواء الجهل".
ومجروراً في نحو: "أي داء أدوى من البخل"، وهلم جراً.

ومثال ما اجتمعت فيهِ الشروطُ قولهُ تعالى: {ولا تقتلوا أولادَكم خشيةَ إملاقٍ، نحن نرزُقُهم وإيَّاكم}.
فإن فُقدَ شرطٌ من هذه الشروطِ، وجب جرُّ المصدرِ بحرف جر يفيدُ التعليلَ، كاللامِ ومن وفي.
فاللامُ نحو: "جئت للكتابةِ".
ومن، كقولهِ تعالى: {ولا تَقتُلوا أولادَكم من إملاقٍ نحن نَرزُقكم وإيّاهم}.
وفي، كحديثِ: "دخلتِ امرأةٌ النارَ في هِرَّةٍ حَبَستها، لا هي أطعمتها، ولا هيَ تركتها تأكلُ من خَشاشِ الأرض".