الأدوار الجديدة للمدرس.. مسايرة روح الديموقراطية وتنمية القدرات كمجال للاشتغال الصفي

إن المدرس الذي يروم أداء معقولا، وتحقيق نتائج طيبة على مستوى نجاح طلابه في تحقيق الكفايات المرسومة، عليه أن يضطلع بأدوار جديدة تساير روح الديموقراطية وريحها الذي ما فتئ يهب ويزداد خلال بداية الألفية الثالثة على كل أقطار هذا العالم على كافة المستويات، بما في ذلك عالم التربية والتكوين.

قد يستصعب البعض هذه الأدوار، وقد يذهب البعض الأخر إلى القول باستحالة تنفيذها على أرض الواقع العملي الميداني، لكن واقع الحال والممارسة، يؤكدان أنها من الأدوار التي درج عليها كل الأساتذة في تأدية مهامهم اليومية بانتظام.

ولعل منشأ الصعوبة التي قد تعرض لبعض هؤلاء، مرده بالأساس إلى الدعوة الجديدة للانتقال من التعليم الذي مورس بدوغمائية سنين عددا داخل الفصول الدراسية.

والمؤكد على مركزية المدرس باعتباره مالكا للمعرفة، في مقابل سلبية المتعلم، وحصر دوره في التلقي والاستيعاب الآلي استعدادا للامتحان ليس إلا؛ إلى التحول إلى التعلم المؤكد على مركزية المتعلم وفعاليته، وذلك عبر مساعدته، بمده بحد أدنى من المعارف والمهارات وغيرها مما هو مظنة تبليغه الوصول إلى المعرفة ذاتيا، وبعبارة أخرى مساعدته على بناء كفايات متعددة المجالات تمكنه من ذلك.

أضف إلى ذلك الخلط الملاحظ على مستوى تمثل العديد من الأساتذة لطبيعة بيداغوجيا الكفايات كنسق تعليمي، نسق يشتغل بالأساس على تنمية القدرات كمجال للاشتغال الصفي، علاوة على سيادة ميول لدى غالبيتهم نحو النزعة التجزيئية، واعتقاد البعض بأننا انتقلنا من مدخل الأهداف، إلى مدخل آخر مستقل وهو مدخل الكفايات، وبالتالي فهم يستبعدون أية علاقة بين المدخلين، وتلك هي بعض مواطن الحيرة التي وقع فيها جل رجال التعليم العاملين بالميدان حتى الآن فيما نرى على الأقل.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال