تقسيم تودوروف للزمن الروائي: رحلة من زمن القصة إلى زمن القارئ وأهميته في تكوين البنية السردية وخلق المعنى



تقسيم تودوروف للزمن الروائي:

1. الزمن الداخلي:

  • زمن القصة: هو الزمن الذي تدور فيه أحداث الرواية، أي الزمن الذي يعيشه الشخصيات.
  • زمن الكتابة: هو الزمن الذي يكتبه فيه الكاتب الرواية، أي الزمن الحقيقي الذي يعيشه الكاتب.
  • زمن القراءة: هو الزمن الذي يقرأ فيه القارئ الرواية، أي الزمن الحقيقي الذي يعيشه القارئ.

2. الزمن الخارجي:

  • زمن الكاتب: هو الزمن الذي عاش فيه الكاتب، أي الزمن الذي ينتمي إليه الكاتب من الناحية التاريخية والثقافية.
  • زمن القارئ: هو الزمن الذي يعيش فيه القارئ، أي الزمن الذي ينتمي إليه القارئ من الناحية التاريخية والثقافية.
  • الزمن التاريخي: هو الزمن الذي تدور فيه أحداث الرواية في الواقع، أي الزمن الذي يمكن التحقق منه من خلال المصادر التاريخية.

تشكيل الزمن الروائي:

يتوقف تشكيل الزمن الروائي على مقدار معرفة الراوي في إدراك العلاقات القائمة بين الشخصيات، والفواعل، والأمكنة، والحوادث. وتلك المعرفة تتطلب دوراً مزدوجاً في ثنائية الحضور والغياب، دور يقوم به الراوي في تسجيل الزمن ودور يقوم به النص في تشكيله.

سردية الزمن الروائي:

تتطلب سردية الزمن الروائي الحديث عن زمنين: زمن للكتابة وزمن للتشكل.
  • زمن الكتابة: هو الزمن الأول الذي يقتضي مجموعة عمليات لملء فضاء الكتابة، وحشد التظاهرات النظامية لبناء النص الروائي.
  • زمن التشكل: هو الزمن الثاني الذي يتطلب تضمين علامات نصية عدة يتم بوساطتها تقييم المعطيات الزمنية التي تنسج العمل الروائي كلّه.

تقنيات الزمن الروائي:

يقترح (جيرار جينيت) دراسة تقنيات الزمن الروائي من خلال دراسة تقنيات الزمن، وهي:
  • الخلاصة: هي تقنية سردية تُستخدم لتلخيص الأحداث أو الأفكار.
  • الاستراحة: هي تقنية سردية تُستخدم لقطع السرد مؤقتًا.
  • القطـع: هي تقنية سردية تُستخدم لقطع السرد بشكل مفاجئ.
  • المشهد: هو تقنية سردية تُستخدم لعرض الأحداث والحوارات بشكل مباشر.
  • التناوب: هي تقنية سردية تُستخدم لعرض وجهات نظر مختلفة حول الأحداث.
  • الانتقال: هو تقنية سردية تُستخدم للانتقال من زمن إلى آخر.
  • الاستغـراق: هي تقنية سردية تُستخدم لدخول الراوي إلى أفكار الشخصية.
  • المسافـة: هي تقنية سردية تُستخدم للتحكم في مستوى مشاركة القارئ في الأحداث.
  • الصيغـة: هي تقنية سردية تُستخدم لتحديد وجهة نظر الراوي.
  • الحدث: هو تقنية سردية تُستخدم لوصف الأحداث التي تقع في القصة.
  • المنظـور: هو تقنية سردية تُستخدم لتحديد وجهة نظر الراوي في السرد.
  • التبئير: هو تقنية سردية تُستخدم لتحديد الشخصية التي يتم سرد الأحداث من وجهة نظرها.

الترتيب الزمني:

يُطلق (جيرار جينيت) تسمية "الترتيب الزمني" لنظام ترتيب الأحداث، أو المقاطع في الخطاب السردي من خلال نظام تتابع هذه الأحداث، أو المقاطع الزمنية نفسها في النص.

تأثير تقنيات الزمن الروائي على القارئ:

يمكن استخدام تقنيات الزمن الروائي بطرق مختلفة لخلق تأثيرات مختلفة على القارئ. على سبيل المثال:
  • خلق شعور بالتشويق: يمكن استخدام تقنيات مثل القطع والاستراحة لخلق شعور بالتشويق لدى القارئ، مما يدفعه إلى الاستمرار في القراءة لمعرفة ما سيحدث بعد ذلك.
  • خلق شعور بالغموض: يمكن استخدام تقنيات مثل الاستغراق والتبئير لخلق شعور بالغموض لدى القارئ، مما يدفعه إلى تفسير الأحداث بنفسه.
  • خلق شعور بالواقعية: يمكن استخدام تقنيات مثل المشهد والترتيب الزمني لخلق شعور بالواقعية لدى القارئ، مما يجعله يشعر وكأنه يعيش الأحداث بنفسه.
  • خلق شعور بالمسافة: يمكن استخدام تقنيات مثل المسافة والصيغة لخلق شعور بالمسافة بين القارئ والأحداث، مما قد يجعل القارئ أكثر موضوعية في تقييمه للرواية.

أهمية الزمن الروائي:

يلعب الزمن الروائي دورًا هامًا في الرواية، حيث أنه يساعد على:
  • تكوين البنية السردية: يُشكل الزمن الروائي هيكل الرواية، حيث أنه يحدد تسلسل الأحداث ويربطها ببعضها البعض.
  • خلق المعنى: يُساعد الزمن الروائي على خلق المعنى في الرواية، حيث أنه يُظهر كيف تتطور الشخصيات والأحداث بمرور الوقت.
  • إثارة المشاعر: يُمكن استخدام الزمن الروائي لإثارة المشاعر لدى القارئ، مثل شعور بالتوتر أو الحزن أو الفرح.
  • نقل الرسالة: يُمكن استخدام الزمن الروائي لنقل رسالة الرواية إلى القارئ، مثل رسالة عن معنى الحياة أو عن طبيعة البشر.

خاتمة:

يُعد الزمن الروائي عنصرًا هامًا في الرواية، حيث أنه يلعب دورًا هامًا في تكوين البنية السردية، وخلق المعنى، وإثارة المشاعر، ونقل الرسالة. يمكن استخدام تقنيات الزمن الروائي بطرق مختلفة لخلق تأثيرات مختلفة على القارئ.


ليست هناك تعليقات