متى يسقط حرف الجر من المتعدي؟.. نصب المجرور. سُقوطُ الجار بعد الفعل اللازم سماعيٌّ لا يُقاسُ عليه



حالات سقوط حرف الجر من المتعدي:

إذا سقط حرفُ الجرِّ بعد المتعدي بواسطة، نصبت المجرورَ، قال تعالى: "واختار موسى قَومهُ سبعين رجلا"، أي: من قومه، وقال الشاعر:
تَمُرُّون الدِّيارَ ولم تَعُوجُوا + كلامُكُم عَلَيّ إِذاً حَرام
والأصلُ: تَمرّونَ بالديار. فانتصب المجرورُ بعد سُقوط الجارِّ.

سماعي لا يقاس عليه:

وسُقوطُ الجار بعد الفعل اللازم سماعيٌّ لا يُقاسُ عليه، إلا في "أَنْ وأَنَّ"، فهو جائزٌ قياساً إذا منَ اللَّبْسُ، كقوله تعالى: {أَوَعَجِبتم أَن جاءكم ذكرٌ من ربِّكم على رجل منكم؟} أَي: من أَن جاءكم، وقولِه سُبحانهُ: {شهِدَ اللهُ أَنهُ لا إِله إِلا هُو}، أَي: بأنه.

فإن لم يُؤمن اللبْسُ لم يَجُزْ حذفهُ قبلها، فلا يجوز أن تقول: "رغِبت أَن أَفعل" لإشكال المُرادِ بعد الحذف، فلا يفهم السامعُ ماذا أَدرتَ: أَرغبتك في الفعل، أَو رغبتك عنه فيجبُ ذكرُ الحرف ليتعيَّن المُرادُ، إِلا إِذا كان الابهامُ مقصوداً لتعمية المعنى المرادِ على السامع.