إن الحديث عن سلطة المؤلف هو في الحقيقة حديث عما سماه احد النقاد (بالوظيفة الابداعية للشخصية) وهذا يعني انه (يمكن ان يكون المؤلف، وربما يجب ان يكون الى حد ما تابعا لعمله) وثمة فرق بين تبعية (المؤلف) لنصه وبين (سلطة النص) في التحرر من هذه (التبعية).
أي بعبارة أخرى ألا أهمية للتطور الأخلاقي والفكري لدى الشاعر بقدر ما يكون الاهتمام بما يتركه لنا الشاعر من عمل إبداعي متمثل بقصيدة او ملحمة او قصة شعرية، أو لنقل (نص شعري) لا يعرف القلق، لأنه نص ابداعي، استقر الإبداع فيه كاستقرار (الانا) في شخصية (المبدع).
لا شك في ان النص الشعري الثابت والقلق – وهما ضربان من ضروب فن الشعر – يستندان الى الموسيقى الشعرية والصور والمجازات وهما كما يقال: (شريان الشعر الذي ليس في مقدوره ان يظل حيا من دون لحظة.
وخلف هذه هناك البنية والتصور – البنية التي هي تجسيد للكلمات في نمط او شكل، والتصوير الذي هو ابراز لفكر الشاعر في عملية (تولد الكلمات منها او في اثناء تقدمها) (فقلق النص) عند شاعر ما، ينشا في العادة من إخفاقة في التوفيق العفوي الفني بين متطلبات بناء نصه الشعري حين يؤول الترابط بينهما: الموسيقى الشعرية والصور والمجازات و البنية الى ضرب من التسطح والهامشية فيصبح النص قطعة هلامية بلغة زئبقية لا يعرف مبتدؤها من منتهاها، فيزعم شاعرها انه الابداع او الغموض الفني، بل هو في الواقع يمارس ضربا من النفع الذي يسلم الى التعقيد حيث تغيب شخصية النص الابداعية ومن ثم يفقد اصالته.
0 تعليقات:
إرسال تعليق