أسباب قبول فرنسا التفاوض مع زعماء الثورة الجزائرية لتحقيق الاستقلال.. الخسائر المادية والبشرية لفرنسا وفشل الدبلوماسية الفرنسية في كسب التأييد الدولي للقضية الجزائرية



أسباب قبول فرنسا التفاوض مع زعماء الثورة الجزائرية لتحقيق الاستقلال:

1- قوة الثورة بعد مؤتمر الصومام.
2- الخسائر المادية و البشرية لفرنسا في الجزائر التي تتزايد نفقاتها.
3- فشل الدبلوماسية الفرنسية في كسب التأييد الدولي في القضية الجزائرية.
4- تذمر الشعب الفرنسي على الحرب في الجزائر وانعكاساتها عليهم.
5- قناعة الساسة الفرنسيين في قبول التفاوض وعلى رأسهم ديغول.

دور دبلوماسية الحرب:

وكان لدبلوماسية الحرب نتائج إيجابية خاصة بعد أن إتسعت رقعة التأييد الدولي لإجبار ديجول على التصريح “إن هذا الوضع لا يمكن أن يجلب لبلادنا سوى الخيبة والمآسي، وأنه حان الوقت للخلاص منه” و جلوسه إلى طاولة المفاوضات والاعتراف بجيش التحرير وجبهة التحرير الوطني كممثل وحيد شرعي للشعب الجزائري, بالإضافة إلى اعتراف الأمم المتحدة وأكثر من 20 دولة بالحكومة الجزائرية المؤقتة برئاسة فرحات عباس.

اتفاقيات إيفيان ونهاية الاستعمار:

تعتبر اتفاقيات إيفيان نهاية للمرحلة الاستعمارية وبداية لمرحلة جديدة من تاريخ الجزائر، تميز من خلالها المفاوضون الجزائريون بالصلابة والالتزام بمبادئ الثورة التحريرية، حملوا على عاتقهم مصلحة الجزائر، وهو ما مكنهم من انتزاع الاستقلال، بعد التشبث بالمسائل الرئيسية المتعلقة بوحدة التراب الوطني وتحقيق الاستقلال الكامل.

وتعتبر الفترة الممتدة من 1960 إلى 1962، من أهم الفترات في تاريخ استقلال الجزائر، فهي مرحلة المفاوضات والاستقلال، وجاءت بعد تحقيق الثورة لعدة انتصارات على المستوى الدولي.

نهاية إبادة الشعب الجزائري:

واستطاعت هذه الاتفاقيات أن تضع حدا لحرب إبادة تعرض لها الشعب الجزائري، وذلك بالرغم مما سجل عنها من سلبيات لا تقاس أبدا مع أهم إنجاز، وهو وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962، وذلك رغم الصعوبات التي عرفتها المفاوضات في مراحلها الأولى، بسبب المناورات الفرنسية وتمسكها بوجهات نظر مخالفة تماما لثوابت الجبهة خاصة تلك المتعلقة بالوحدة الترابية للجزائر، لكن المفاوضين لم يتنازلوا عن أي شرط من الشروط التي أملوها لوقف إطلاق النار، وظلت الصحراء دائما السبب في تعليق المفاوضات، وموقف فرنسا المتشدد كان بسبب ظنها أن الحكومة المؤقتة الجزائرية ستتراجع عن تصلبها وتلين بعض الشيء.

الاحتجاج على فصل الصحراء عن الجزائر:

بعد إيقاف فرنسا لمفاوضات ايفيان الأولى والتمسك بموقفها دعت جبهة التحرير الوطني الشعب الجزائري إلى تنظيم يوم احتجاجي ضد سياسة التقسيم وفصل الصحراء عن الجزائر، وهذا ما حدث بالفعل يوم 5 يوليو 1961 للضغط على ديجول من أجل استئناف المفاوضات والرغبة في الإستقلال، لتعلن الحكومة الفرنسية والحكومة المؤقتة بمدينة ايفيان يوم 17 يوليو عن استئناف المحادثات بقصر لوغران  لكن بدون جدوى.

وتم استئناف المحادثات ما بين 20, 28 يوليو بنفس الحاضرين في اللقاء السابق ما عدا ممثلي هيئة الأركان، التي رأى فيها رضا مالك سوى إعادة محتشمة لإيفيان الأولى ووساطة رسمية تركيزها الوحيد هو إبقاء المباحثات المنطلقة منذ شهرين سارية.

تقرير المصير والأوروبيون المقيمون في الجزائر:

و قد افتتح لويس جوكس اللقاء بتصريح ركز على مواقف فرنسا حول العنف و كذا قضية الأوروبيين المقيمين في الجزائر بالإضافة إلى تطبيق تقرير المصير على 13 ولاية لا غي، حيث ظهر جلياً التعنت الفرنسي ورغبته في اقتطاع الصحراء والذي كان سبباً في فشل المحادثات وفي المقابل احتوت محادثات لوغران على  جلسات تم تخصيص لدراسة المسائل المتنازع عليها منها مشكلة الصحراء و التي كان لها النصيب الأوفر من النقاش.

وشهدت لقاءا على حدا بين كريم بلقاسم ولويس جوكس في 26 يوليو، لتعلق المحادثات من جديد يوم 28 جويلية بسبب التعنت الفرنسي وعدم قبوله مبدأ التسليم في أطماعه إذ لم يتردد بالمطالبة بتقسيم الجزائر واقتطاع الجزء الصحراوي منها، ومنح الأقلية الفرنسية امتيازات.

تضامن جبهة التحرير الجزائرية مع تونس:

كما أن الحكومة الجزائرية أرادت أن تربح الوقت للتغلب على الأزمة مع أركان الجيش، وخلال هذه الفترة حاول بورقيبة استرجاع مطار القاعدة الجوية البحرية لبنزرت، وأمام هذه الحادثة عبرت جبهة التحرير الوطني عن تضامنها مع تونس واقترحت وضع قوات جيش التحرير الوطني تحت تصرفها، حيث طلب مقابلة ديغول يوم 28فبراير 1961 حول هذه القضية غير أن الموضوع الرئيسي لهذه الزيارة كان حول ضمان توسيع بلاده من ناحية الحدود الصحراوية، في الوقت الذي كانت فيه الجزائر على وشك الحصول عليها.


هناك تعليقان (2):