فضح أناس انخدع بهم العامة ويخشى أن يُضلوا أتباعهم.
يقول تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيم*"([1]).
وفي الآيات السابقة لهذه الآية بيان لدور الأحبار والرهبان الذين اتخذهم أهل الكتاب أرباباً من دون الله. فأخذوا يشرِّعون لهم ما يأكلون به أموالهم بالباطل, مثل الذي يأخذونه على فتاوى تحل حراماً أو تحرم حلالاً، أو ما يأخذونه مقابل الاعتراف لهم بالخطايا وغفرانها([2]).
لذلك نجد هذه الآية ابتدأت بتحذير الناس من هذا الصنف وهم الأحبار والرهبان والذين فتن بهم الناس واتبعوهم ووثقوا بهم وهم مع ذلك يفسدون على الناس دينهم ودنياهم. وقد حددت الآية ووضحت نوع هذا الجنس من الناس ومن يكونون وما هي صفاتهم حتى يحذر منهم الناس ولا يُفتنوا بهم .
فكذلك يجوز لوسائل الإعلام أن تكشف ألاعيب أو كذب وزيف من فتن بهم الناس وهم دجالون وليس في ذلك أي تجاوز للحريات الخاصة بل من الواجب على وسائل الإعلام توعية الجمهور من أن تستغله أي جهة مشبوهة الدوافع والمقاصد.
([1]) سورة التوبة، الآية 34.
([2]) سيد قطب، في ظلال القرآن، ج10 ص208.
التسميات
تأثير وسائل الإعلام