برامج الأقراص المدمجة، أو الموسوعات التي تعد منجزا علميا على مستويي المضمون، والتقنية اللذين يتيحان للمستخدم مميزات تتلاءم وطبيعة العصر من أهمها أنه يتعامل مع أكبر قدر من المعلومات فى أقل مساحة مكانية وزمنية.
ونظرا للتغيير الذي قد يصيب المواقع الالكترونية من خلل قد يصيب واحدا من الأجهزة المشاركة في الدورة الالكترونية (جهاز الكمبيوتر، الكابلات المؤدية إلى الشبكة، الشبكة نفسها، السيرفر، هجمات الفيروسات، عمليات القرصنة أو ما يعرف بالهاكرز، أو غيرها من العوامل المساعدة) فإن الأقراص المدمجة تتمتع بعوامل أمان تجعلها أكثر قدرة على الاحتفاظ بالمعلومات ثابتة دون تغيير مما يؤهلها للقيام بدور صناعة الذاكرة الجديدة.
ذلك الدور الذي لا يكفى فيه دور الأفراد لصناعة الوعى الجديد الذى نطمح إليه في عصر الانفجار المعلوماتي، وإنما يستلزم الأمر تظافر جهود المؤسسة والأفراد لإنجاز هذه الذاكرة ونحن في أمس الحاجة إليها خاصة وأننا نعاني من غياب العمل الببليوجرافى والتسجيلى مما يعرض ذاكرتنا الثقافية لفقدان الكثير من عناصرها المؤثرة.
وتكفى الإشارة هنا إلى غياب الإستراتيجية الثقافية التي تجعلنا نعيد النظر فى الحفاظ على ما قدمته الأجيال السابقة فأين منجز جرجى زيدان، ومحمود تيمور، والعقاد، والمازني، وشكري، وحافظ إبراهيم، وبيرم التونسي، وتوفيق الحكيم، ومحمود البدوي، ويحيى حقي، وزكي مبارك، وزكي نجيب محمود وغيرهم.
إن الكثير من المنجزات العربية الفكرية فى حاجة إلى وضعها فى ذاكرة قادرة على استيعاب المنجز الإنسانى مهما اتسع، وتصفح المنتج المتحقق بالفعل يضعنا أمام القليل من المنجزات لا تفي – رغم أهميتها بما يجب أن يكون عليه وضع ذاكرتنا العربية.
التسميات
ثقافة الكترونية