المسرحية الجادة.. أبطالها أقرب إلى الناس العاديين مع التركيز على الأحداث التعيسة



ما هي المسرحية الجادة؟

تشارك المسرحية الجادة المأساة جديتها وتركيزها على الأحداث التعيسة، لكن أبطالها أقرب إلى الناس العاديين، وقد تنتهي نهاية سعيدة.

الجدية والحداثة:

وتقوم فكرة المسرح الجاد على إيجاد المضمون والشكل أو الرؤية؛ لكي تقدم بأفكار متقدمة من النواحي الجمالية والفلسفية والفكرية والثقافية والأجتماعية وتأكيدها في المسرحية.
وكلمة جاد مرتبطة بالجدية والحداثة التي تخاطب مختلف التيارات الفكرية والفلسفية والسياسية والعقائدية.

رصد جوانب الحياة:

بدأ المسرح كشكل طقسي في المجتمع البدائي، وقام الإنسان الذي انبهر بمحيطه بترجمة الطقس إلى أسطورة، ولتكون الصورة هي مقدمة للفكرة التي ولفت آلية الحراك العفوي، ثم الانتقال بهذا الحراك إلى محاولة التحكم به عبر أداء طقوس دينية أو فنية كالرقص في المناسبات والأعياد، وولادة حركات تمثيلية أداها الإنسان للخروج عن مألوفه .. وأفكار التقطها وطورها فيما بعد الإغريق وأسسوا مسرحهم التراجيدي.
ومنذ ذلك الحين والمسرح يشكل عنصرا فنيا أساسيا في المجتمع، ويرصد جوانب مختلفة من الحياة الإنسانية.

مراحل تطور المسرح:

ومع كل مرحلة نجد أن المسرح يواكب تغيراتها وفق رؤى جدية غير تقليدية، وتبعا للشرط (الزمكاني) شهد هذا الفن قدرة كبيرة على التجدد من المسرح التراجيدي الكلاسيكي إلى الرومانسي وإلى كلاسك حديث إلى الواقعي والطبيعي والرمزي والسريالي واللامعقول ومسرح الغضب، والسياسي.
وفي كل مرحلة من مراحل تطور المسرح تحمل بدون شك بعدا جديا وتجريبياً تتمثل إشكاليات تلك المرحلة وتعبر عن ظروفها الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

مواكبة الحداثة:

المسرح الجاد يؤكد قدرة المسرح على أستيعاب التجارب السابقة وإعادة صياغتها، نحو الحداثة والخروج من العلبة الإيطالية إلى الفضاء المفتوح، وتناول عناصر العرض المسرحي التي وضعها ستانسلافسكي (التكامل والتوازن بين الكاتب والمخرج والممثل والجمهور) بطرق جديدة.

وبما أن أهم سمة في المسرح الجاد هي المعاصرة نحو التحولات المعرفية والتي هدمت كثيرا من الحواجز وكانت مقدمة لولادة الأفكار المعرفية الكونية، فأثبت المسرح الجاد وجوده ليواكب الحداثة بكل مكوناتها، و أثبت وجوده في العالم كله.