تحليل الصورة والصوت في القصيدة الشعرية.. التجسيم أو التشخيص. المشاهد الواقعية. المحسنات البديعية اللفظية. الكلمات الموحية. الأساليب الإنشائية



تحليل الصورة والصوت في القصيدة الشعرية:


عناصر الصورة:

  • الألوان.
  • الحركة.
  • التجسيم أو التشخيص (المشاهد الخيالية).
  • المشاهد الواقعية.

عناصر الصوت:

  • الوزن.
  • القافية.
  • المحسنات البديعية اللفظية (الجناس، التصريع، حسن التقسيم ...).
  • التكرار (الأصوات، الحروف، الكلمات، الجمل).
  • الأساليب الإنشائية.
  • الكلمات الموحية (وهي كلمات معبرة لها، ولو استبدلت بكلمات أخرى لفقدت القصيدة شيئا من جرسها وتأثيرها).

فالصورة الشعرية هي تركيب لغوي لتصوير معنى عقلي وعاطفي متخيل لوجود علاقة بين شيئين. وتعتبر الصورة العنصر الجوهري في لغة الشعر، فهي أداة الشاعر للتصوير والتخييل. وتبنى الصورة الشعرية بأساليب متعددة من أهمها: المشابهة والتجسيد والتشخيص والتجريد.

أنواع الصورة الشعرية:

- صورة فردية:

تشبيه مفرد بمفرد لوجود صفة مشتركة بين المشبه والمشبه به.

- صورة مركبة:

وهي نسيج تعبيري يجمع مجموعة من الصور البسيطة يعبر من خلالها الشاعر عن موقف أو تجربة أو فكرة تتميز بالتعقيد.
نجد أن الشاعر اعتمد نفس المكونات التي تشكل الصورة وهي اللغة والعاطفة والخيال، فجعل موهبته الشعرية، وهي صورة معنوية، تشبه في وضوحها وجلائها صورة المرأة وهي تظهر محاسن وجهها ، وهي صورة مجسدة، فالصورة جاءت مركبة بين ما هو معنوي وما هو مادي (جسدي)، فجاءت عناصرها متداخلة ، تعكس تجربة الشاعر المعقدة .

- الصورة الكلية:

وتتميز بتكثيف عناصرها لتحقيق غاية تصويرية وتعبيرية ترتبط بطبيعة رؤية الشاعر إلى الأشياء والوجود ككل.
الشاعر وظف صورة الحمامة للتعبير عن مجموعة من المعاني التي يعانيها الشاعر :الغربة والوحدة والشجن إلى حد تمازج مشاعره بصورة الحمامة بكل مكوناها فهي إذن صورة شعرية  كلية.وجاءت مركبة  تجمع بين صورة معنوية مشاعر الشاعر وصورة الحمامة بما تحمله من صفات مادية ومعنوية.

البنية الإيقاعية:

والصوت في القصيدة العربية لا يسهم في تشكيل الدلالة فحسب، فهذا جزء من سحر العربية ومن بلاغتها الفائقة، التي يقوم فيها تشكل الصوت على تلوينات متعددة تمتح من البديع العربي كالجناس، والتقفية وتنهل من التشكيل البنيوي كالتكرارات الصوتية واللفظية والجملية، ومن التساوي الصرفي للبنيات اللفظية ومن التوازي ومن الجناس الاشتقاقي والإنشاء، وإنما يعمل على تشكيل البنية الإيقاعية جنبا إلى جنب مع البحر الشعري والروي الموحد والتصريع والتدوير وغيرها من الأشكال العروضية في القصيدة العمودية وتعدد البحور والتدوير والإبدالات والتوازيات والبنيات الأسلوبية الإنشائية في القصيدة الحديثة، فلابد أن دوره حاضر في الإسهام في تشكيل البنية الإيقاعية التي تتظافر فيها عناصر كبرى تكون ظاهرة للقارئ، لكن العنصر الصغير (الخفي أحيانا) أو (المهمل في عرف القراءة)، ينسى ولا يلتفت إليه إلا في روي القصيدة العمودية، وكأنه الكل الذي تنتهي عنده القصيدة، فيكون الصوت المشكل للفظ والتركيب عموما غائبا في التمثل الشعري لدى القارئ العربي، لأن كل ما يشد الانتباه هو المعنى الذي يقصد إليه من البيت دون أن ينظر إلى الأجزاء الصغيرة التي شكلته وأسست لبناته.

الدرس الصوتي:

ولا أريد من هذا الكلام أن يحمل على أنه تجريح للقارئ، فالدرس الصوتي ظل على الهامش لقرون ولم ينفذ إلى بواطنه حتى جاء ابن سينا وكتب رسائله المعروفة خاصة رسالة أسباب حدوث الحروف، لينطلق الدرس الصوتي إلى مستوى أعلى متجاوزا حدوده البسيطة التي رسم معالمها الخليل بن أحمد ومن جاء بعده، لذلك فالقارئ العربي لا يلام على عدم تمثل قيمة الصوت في تشكيل البنية الدلالية والإيقاعية معا بشكل متواز، دون أن يطغى أحدهما على الآخر، وهنا تتدخل القوة الشعرية والقريحة التي تميز بين الشعراء وتجعلهم يتصنفون إلى طبقات رغم أن صاحب الطبقات ابن سلام الجمحي أقام تصنيفه على أسس نقدية لا أظن أن الصوت كان له فيها دخل، لأن كل الأمر كان يقوم على الحدس وليس على أسس نظرية علمية، وهذا أمر دأبت عليه العرب في الحكم على الجودة والضعف في البيت من الشعر مثلما وجدنا عندهم في بدايات تشكل الدرس النقدي عبر تلك الأحكام القيمية التي كانوا يصدرونها في حق الأشعار وأبياتها، حدس نابع من الفطرة والسليقة التي جبلوا عليها وهي نفسها التي جعلتهم في زمن الوحي يتذوقون بلاغة القرآن ويجدون له تلك الحلاوة والطلاوة ويستشعرونها في دواخلهم مدركين الاختلاف بينه وبين الشعر وسجع الكهان والخطابة عندهم.


0 تعليقات:

إرسال تعليق