بنية رواية الساحة الشرفية لعبد القادر الشاوي.. براندة. الرنين استراحة المكلوم. إدريس العمراوي. مصطفى الدرويش. عبد العزيز صابر. أحمد الريفي



بنية رواية "الساحة الشرفية" لعبد القادر الشاوي: تحليل معمّق

تتميز رواية "الساحة الشرفية" للكاتب المغربي عبد القادر الشاوي ببنية سردية فريدة تُضفي عليها ثراءً وتنوعًا، وتُساهم في إيصال رسالتها بشكل عميق ومؤثر.

تقسيم الرواية:

تنقسم الرواية إلى ثمانية فصول ذات أطوال متفاوتة، مما يخلق إيقاعًا سرديًا متنوعًا ويُتيح للكاتب التعمق في شخصياته وأفكاره:
  • براندة: يُعدّ أطول فصول الرواية (83 صفحة) ويهيئ المسرح للقارئ للدخول إلى عالم السجن وعوالم شخصيات الرواية.
  • الرنين استراحة المكلوم: يُعدّ أقصر فصول الرواية (5 صفحات) ويُمثل استراحة من ضجيج السجن وصراعاته، وفرصة للتأمل والتفكير.
  • إدريس العمراوي: يُخصص هذا الفصل (36 صفحة) لشخصية إدريس، أحد أهمّ سجناء الرواية، ويُسلّط الضوء على أفكاره ونضالاته.
  • مصطفى الدرويش: يُخصص هذا الفصل (34 صفحة) لشخصية مصطفى، وهو سجين شيوعي يُمثل رمزًا للمقاومة والنضال ضد الاستبداد.
  • عبد العزيز صابر: يُخصص هذا الفصل (29 صفحة) لشخصية عبد العزيز، وهو سجين مثقف يُمثل صوت العقل والاعتدال.
  • أحمد الريفي: يُخصص هذا الفصل (15 صفحة) لشخصية أحمد، وهو سجين بسيط يُمثل معاناة الطبقة الكادحة.
  • سعد الأبرامي: يُخصص هذا الفصل (23 صفحة) لشخصية الراوي، سعد، ويُقدم لنا نظرة عميقة على مشاعره وأفكاره خلال تجربته في السجن.
  • الخروج: يُمثل هذا الفصل (10 صفحات) خاتمة الرواية، ويُصور خروج السجناء من السجن، لكنه يُشير أيضًا إلى خروجهم من عوالمهم الداخلية واكتشافهم لواقع جديد.

تعدد الأصوات السردية:

تتميز الرواية بتعدد الأصوات السردية، حيث يتناوب السرد بين الراوي "سعد الأبرامي" وشخصيات الرواية الأخرى.  يُتيح ذلك للقارئ التعرف على وجهات نظر مختلفة حول الأحداث، وفهم دواخل الشخصيات بشكل أفضل.

كثافة الأحداث:

تتميز الرواية بكثافة الأحداث، حيث تُقدم لنا صورة بانورامية لحياة السجن بكل ما فيها من صراعات وتحديات وأمال وآلام.  يُساهم ذلك في إثارة اهتمام القارئ وجذبه للمتابعة.

اللغة والأسلوب:

يُوظف الشاوي لغة عربية فصيحة غنية بالمعاني والصور، ويستخدم أسلوبًا سرديًا متنوعًا يمزج بين السرد والوصف والحوار.  يُساهم ذلك في إيصال رسالة الرواية بشكل فني مؤثر.

الأبعاد الدلالية:

تُقدم رواية "الساحة الشرفية" أبعادًا دلالية عميقة تتناول قضايا إنسانية هامة مثل الحرية والعدالة والقمع والنضال.  يُساهم ذلك في جعل الرواية ذات قيمة أدبية وفكرية عالية.

خلاصة:

تُعدّ رواية "الساحة الشرفية" للكاتب عبد القادر الشاوي عملًا روائيًا متميزًا ببنيته السردية المُحكمة وتنوعها، وأسلوبه اللغوي المُتقن، وأفكاره العميقة.  تُقدم لنا الرواية صورة حية لحياة السجن وصراعات السجناء، وتُثير تساؤلات حول قضايا إنسانية هامة، مما يجعلها من أهم الأعمال الروائية العربية في القرن العشرين.


0 تعليقات:

إرسال تعليق