يمكن اعتبار سعد الأبرامي شخصية أساسية، نطلق عليها تسمية "الشخصية الرابطة" قد يلعب دور "البطولة الفردية" إذا تعاملنا معه بالمعنى التقليدي المألوف (البطل الروائي يحتكر أهم الأحداث، وقد تكون له صورة سلبية (الضعف) أو ايجابية (القوة).
ولكن يمكن الحديث عن بطولة جماعية تساهم فيها تلك الشخصيات التي عنونت بها فصول الرواية: ادريس العمراوي - مصطفى الدرويش - عبد العزيز صابر، أحمد الريفي.
والمشترك بين هذه الشخصيات الرئيسة كونها:
1- شخصيات تعرصت للإعتقال السياسي، مثقفة وكانت تنتمي إلى التيار اليساري.
2- شخصيات فاشلة عاطفيا وسياسيا.
3- ينفرد أحمد الريفي بالإنهيار الحاد الذي عاشه بعد الخروج، ليقوده إلى الإنتحار.
فمن خلال الإطلالة على التجربة الجماعية لهذه الشخصيات (الإنتماء إلى منظومة فكرية /إيديولوجية واحدة = اليسار).
أو من خلال الإطلالة على التجربة الفردية لكل واحدة من الشخصيات المذكورة، فإننا نرصد - مع السارد _ مظاهر وعي سياسي عاشه جيل من المغاربة خلال مرحلة تاريخية معينةوتجارب هذه الشخصيات ترصد لنا أنواعا من الصراع المرير:
1- الصراع ضد السلطة من اجل تحرير المجتمع.
2- الصراع بين الرفاق (الإلتزام # الخيانة)
3- الصراع مع الذات (الداخلي)، حيث نكتشف الهواجس والعيوب الذاتية لكل شخصية وتمزقاتها النفسية/ العاطفية و حتى الإنسانية.