الوضعيات التعلمية والكفايات المستعرضة.. الكفاية التشومسكية التي تعني قدرة الفرد على إنتاج عدد لانهائي من الكلمات والجمل بلغته الأم دون الاعتماد على لائحة للكلمات



الوضعيات التعلمية والكفايات المستعرضة:

لنتأمل هذه الأمثلة للكفايات: معرفة حفظ درس معين، معرفة أخذ النقط في القسم، معرفة قراءة خطاطة ما، قراءة أو رسم منحنى، القيام بتلخيص.

فهذه كلها كفايات - عناصر"ميكروكفايات" تستعمل في عدد من المواد، انطلاقا من الرياضيات إلى الجغرافيا، مرورا بالبيولوجيا والعلوم الاقتصادية.

 نمذجة سيرورة التعلم:

إن هذا التفكيك الشامل للكفايات على شكل ميكروكفايات سيمكن من اقتراح نمذجة لسيرورة التعلم فبالنسبة لبرجسون bergeson مثلا يشكل التعليم تجميعا جديدا لكفايات -عناصر مكتسبة مسبقا؛ أي تنظيم ماهو متوفر من قبل، وهو ما يشكل ذكريات الفرد.

تنظيم العناصر الحاضرة:

نفس هذه المفهمة للتعلم نجدها عند برونير bruner حين تحدث عن حسن التصرف، قال: "إن الأفعال المؤسسة لحسن الصرف حاضرة بشكل كامل منذ الانطلاق" فتعلم حسن التصرف هو تنظيم العناصر الحاضرة منذ الانطلاق، أي تلك التي يتحكم فيها الطفل مسبقا.

فبالنسبة لبرجسون يعبر التعلم عن إحياء لحركات أساسية قديمة، يجب تغييرها إلى حد ما وتحويل اتجاه كل واحدة منها في اتجاه الحركة العامة.. وضبط التنسيق فيما بينها بطريقة جديدة، في سبيل خدمة الهدف العام.

قدرة الفرد على إنتاج عدد لانهائي من الكلمات والجمل:

فالعرضانية هي التي ستمكن من مواءمة مقطع حركات أساسية مع نوعية وضعية، وهكذا سيتم المرور متن وضعية نوعية إلى أخرى، وهذا ما عبر عنه برونير بقوله إن" التغيرات ذات الترتيب المتسلسل تضمن المرونة والتوليد" وهو يحيلنا هنا على الكفاية التشومسكية التي تعني قدرة الفرد على إنتاج عدد لانهائي من الكلمات والجمل بلغته الأم دون الاعتماد على لائحة للكلمات.

مواءمة المقطع المنتَج مع الهدف النوعي المستهدف:

أما بالنسبة لبرونير؛ فإن الفكرة عنده توحي إلى الكفاية المنتظمة في تصرف ما، مثل حسن تصرف يدوي، تتضمن نحوا توليديا سيمكن انطلاقا من قاموس من الحركات الأساسية من بناء عدد لا نهائي من المقاطع، وبالتالي مواءمة المقطع المنتَج مع الهدف النوعي المستهدف في وضعية معينة.