ثورة الرأسمالية الثانية.. تشجيع التقنيات الجديدة على التوسع في المجالات المالية وتخريب بعض مفاهيم التصور السياسي والسلطة

عرف الاتحاد السوفياتي تفجراً يمزقه، بعد حوالي سبعين عاماً، كما يعرف العالم، تغيراً جديداً كبيراً، سيطلق عليه اسم" الثورة الرأسمالية الثانية"، وهي كالأولى، تبحث عن تضافر حزمة من التغييرات، التي ظهرت في ثلاثة حقول:

1- في المقام الأول:
في المجال التكنولوجي، فقد جعل هذا التغير أو التبدل، جميع قطاعات النشاطات، معلوماتية بما فيها المرور إلى النشاطات الرقمية: "الصوت، أو النص، والصورة، حيث تنقل بعد اليوم، بسرعة الضوء، بطريقة الرمز الوحيد"، وقد سوقت العمل والاقتصاد والاتصالات والثقافة، وأعمال الإبداع، والتسلية....إلخ.

2- في المقام الثاني:
في المجال الاقتصادي. حيث شجعت التقانات الجديدة، على التوسع في المجالات المالية. فقد أَنعشت النشاطات المالكة لأربعة أنواع أو أصناف رئيسية: كونية، مستمرة، فورية، وغير مادية.

وقام ريغان،  عندما كان رئيساً للولايات المتحدة، ومارغريت تاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا، في ذلك الوقت، قاما بتشجيع البورصات الكبرى (BIG BANG)، ومجموع القواعد والتنظيمات الخاصة بها، في ثمانينيات القرن العشرين، وأدى ذلك إلى تشجيع العولمة الاقتصادية، وهذه بدورها، شكلت دينامية رئيسية في مطلع هذا القرن الحادي والعشرين، وبالتالي التأثير على العالم أجمع، بحيث لم يعد بقدرة أي بلد أن يتهرب من هذه العولمة الساحقة.

3- في المقام الثالث:
في المجال الاجتماعي، فقد تسببت هذه التغيرات بأحداث الضرر في المزايا التقليدية للدول/ الأمم، مما تسبب في تخريب بعض مفاهيم التصور السياسي والسلطة.

وبدا ذلك، على أنه مركبة أو مبنية ـ على شكل شبكة أفقية، أكثر فأكثر، وعمودية وتسلسلية، وتسلطية، منذ عهد قريب ـ بحيث أخذت وسائل الإعلام الكبرى الجماهيرية تتلاعب بالأذهان ـ وعلى نحو رضائي.

وأخذت المجتمعات التي فقدت التوجه الصحيح، تبحث عن نماذج جديدة، كما وقعت في اليأس والقنوط، لأن هذه التبدلات أو التغيرات، الكبرى الثلاثة، تبحث في آن واحد عن ذلك،وهذا ما يزيد من تأثير الصدمة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال