التقويم التكويني.. إدخال تعديلات متتالية على تطور و تجريب منهج جديد أو كتاب أو طريقة تعليمية جديدة



التقويم التكويني:
استعمل سكريفن (Scriven 1967) هذه التسمية لأول مرة ضمن مقالة حول تقويم الوسائل التعليمية (المناهج، الكتب، الطرق، إلخ).

ويرمي التقويم التكويني في هذا السياق إلى إدخال تعديلات متتالية على تطور وتجريب منهج جديد أو كتاب أو طريقة تعليمية جديدة.

ثمّ طور بلوم (Bloom 1972) ومعاونوه استعمال هذا المصطلح ليشمل تقويم تعلم التلاميذ ومكتسباتهم.

ويعني حسب بلوم الأساليب التي يعتمدها المعلم لتكييف عمله البيداغوجي مع تقدم التعلم والمشاكل التي يلاحظها المدرّس لدى منظوره في التقويم، من منظور بلوم، جزء أساسي وضروري لتحقيق إستراتيجية بيداغوجية التملّك (Bloom 1968).

ويظهر من خلال هذا العرض السريع أن مصطلح التقويم التكويني" قد ظهر ضمن الإطار السلوكي متصلا بأعمال السلوكيين الجدد حول تفريد التعليم ثمّ انتقل هذا المصطلح إلى شرقي المحيط الأطلسي ضمن أعمال أصحاب التيار العرفاني (ALLAL 1991) الذين استمدوا أفكارهم من الإبستمولوجيا النشوئية لـ"بياجيه" وأبحاث "برونز" ومن أهم الأعمال التي تمت في الإطار العرفاني للتقويم التكويني ما أنجزه "بران" (Brun 1975) و"كاردينيه"(Cardinet 1977) و"علال" (Allal 1979).

وقد تركزت أعمال هؤلاء حول تصورات المتعلمين حول المهمة والإستراتيجية والأساليب التي يستعملونها للوصول إلى  نتائج، كما أصبحت أخطاء المتعلمين موضوع دراسات خاصة لأنها تكشف عن طبيعة تصورات المتعلمين واستراتيجياتهم.

وسنحاول في الفقرات الموالية تقديم المزيد من التوضيحات حول معاني التقويم التكويني ووظائفه وأساليبه وأداواته في كل من المدرستين المذكورتين (السلوكية الجديدة والعرفانية) ثم من منظور المقاربة بالكفايات.