لماذا نكتب عن الأدب المقارن العربيّ تحديداً؟
هل من جديد حقيقيّ في هذا المجال، مما يستدعي أن نعرضه؟
أم انتهى هذا العلم وطويت صفحته، مما يوجب أن ننعيه ونؤبنه؟
أم تراجع إلى درجة تستدعي أن نلفت الانتباه إليه وندعو إلى وقف انهياره؟
وماذا يمكن أن يقول المرء في مقالة كهذه أكثر من عموميّات وبديهيّات؟
هل من جديد حقيقيّ في هذا المجال، مما يستدعي أن نعرضه؟
أم انتهى هذا العلم وطويت صفحته، مما يوجب أن ننعيه ونؤبنه؟
أم تراجع إلى درجة تستدعي أن نلفت الانتباه إليه وندعو إلى وقف انهياره؟
وماذا يمكن أن يقول المرء في مقالة كهذه أكثر من عموميّات وبديهيّات؟
من الملاحظ أنّ الدراسات الأدبية المقارنة في الوطن العربيّ قد شهدت إبّان الأعوام العشرة الأخيرة ركوداً شديداً على الصعيدين الإنتاجيّ والتنظيميّ.
فمن الناحية الإنتاجية لم يحقق الأدب المقارن العربيّ، بعد مرحلة الاندفاع التي عاشها في أوائل الثمانينيات وأواسطها، النقلة النوعيّة المرتقبة، لا نظريّاً ولا تطبيقياً، وقد اقتصر ما أنجزه المقارنون العرب على إعادة إصدار كتبهم القديمة في طبعات موسّعة وبعناوين جديدة (1)، وعلى تأليف أبحاث صدرت في هذه الدورية أوتلك، وعلى ترجمة المؤلفات النظرية التي يفترض أن تكون قد ترجمت إلى العربية قبل وقت طويل.
أمّا على الصعيد التنظيميّ فقد استمرّت أزمة "الرابطة العربية للأدب المقارن"، تلك الأزمة المتمثلة في ربط الأمانة العامّة بالمقرّ الدائم، وفي عجزها عن أن توفق بين طابعها القوميّ وبين الواقع القطريّ للعالم العربيّ.
لقد كان آخر مؤتمر عقدته الرابطة في عام 1989، أي قبل سبعة أعوام، ولم تنشأ جمعيات قطريّة للأدب المقارن إلاّ في بلد عربيّ واحد وهو مصر، ولم تتمكن الرابطة من تحقيق أي من طموحاتها العلمية وعلى رأسها إصدار مجلة عربية للدراسات الأدبية المقارنة.
وباختصار فإنّ حركة الأدب المقارن العربي تبدو في التسعينيات واهنة كأنها في النزع الأخير.
لماذا، ياترى؟
ألقلة عدد المقارنين في الجامعات العربية؟
لا نظنّ ذلك، فعددهم هو اليوم أكبر مما كان عليه في أيّ وقت مضى. وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإنّ كلية الآداب في جامعة حمص، وهي أصغر الجامعات السوريّة وأحدثها، تضمّ في صفوف هيئتها التدريسية سبعة متخصصين في الأدب المقارن.
ومن المؤكد أن هذه الجامعة لا تشكّل حالة استثنائية.
فأساتذة الأدب المقارن أصبحوا متواجدين بأعداد وفيرة في الجامعات العربية كلّها.
ولذلك لا يمكن إرجاع ما يشهده الأدب المقارن العربي من ركود إلى قلة عدد المقارنين.
فهل يرجع ذلك الركود إلى أنّ هذا النوع من الدراسات الأدبية قد أفلس، ولم يعد لديه ما يقدّمه للأدب العربيّ والثقافة العربية؟
هل فقد الأدب المقارن أهميته المعرفية والعلميّة، وفقد بذلك جدواه، ولم نعد بحاجة إليه؟
(1) هذا ما فعله المقارنان المعروفان الدكتور حسام الخطيب والدكتور عز الدين المناصرة.
فقد أعاد الأول طباعة كتابه: الأدب المقارن (جامعة دمشق، 1982) ووضع له عنواناً جديداً هو: آفاق الأدب المقارن عربياً وعالمياً (دمشق: دار الفكر، 1992)، أمّا الثاني فقد أصدر طبعة جديدة معدّلة من كتابه: مقدّمة في نظرية المقارنة (عمّان: دار الكرمل، 1988) بعنوان جديد هو: المثاقفة والنقد المقارن (بيروت: المؤسسة العربية للدراسات 1996).
التسميات
أدب مقارن