سبل التجديد في الأدب المقارن.. مراجعة أسسه وأدواته النظرية. الابتعاد عن النخبوية الأكاديمية

إنّ قيام الأدب المقارن بدوره يتطلّب منه:

1- أن يراجع أسسه وأدواته النظرية وأن يطوّرها باستمرار، وأن يستوعب لهذا الغرض كلّ ما يستجدّ في العلوم الإنسانية وعلوم الثقافة من مناهج واتجاهات وفكر ونتائج، خصوصاً في علوم المجتمع وعلم النفس والأنتربولوجيا والفلسفة وعلوم اللغة وغير ذلك من العلوم.

فهذا التفاعل هو الضمانة الحقيقية لئلا يتخلف الأدب المقارن نظرياً وألا يصاب بالجمود.

2- ألا يقع الأدب المقارن في مطبّ النخبوية الأكاديمية، التي تحصره في برج عاجيّ، وتمنعه من التعامل مع القضايا الثقافية الساخنة، وتحكم عليه بالتهميش.

3- أن يحافظ المقارنون على منابر ومؤسسات التواصل العلميّ الاختصاصيّ العائدة إليهم وأن يطوّروها ويفعلوها، وأبرزها الكونفدرالية الدولية للأدب المقارن (AILC) والرابطة العربية والجمعيات القطرية للأدب المقارن وما تصدره تلك المؤسسات من دوريات ومنشورات.

إن هذه الأمور تضمن أن يتمكن الأدب المقارن من أن يؤدي الدور الثقافي المعول عليه، وهو دور لا نبالغ إذا قلنا إن الثقافة العربية المعاصرة في أمس الحاجة إليه.

ترى ألا يسوغ ذلك أن نجدد الدعوة إلى الأدب المقارن؟
أحدث أقدم

نموذج الاتصال