غازي القصيبي.. من معترك السياسة إلى الإبداع الروائي ونظم القصائد الشعرية



بعد زمن طويل في معترك السياسة والفكر والثقافة فتح المؤلف (غازي القصيبي) شقته الكائنة في مصر على مصراعيها وسماها (شقة الحرية) ليحاول من خلالها أن يجعل الناس يمارسون أقصى أنواع الحرية الفكرية والسياسية والحزبية والشخصية..انتماءات متنوعة وإدانات لأشخاص وحقب... 
لم يحدث ما تقدم في الواقع، بل على صفحات رواية كتبها الشاعر السفير الوزير غازي القصيبي لتكون بداية ما سماه البعض فتحاً في عالم الرواية السعودية.. 
قبل الشقة لم يكن لدينا رواية نفتخر بها أو نقول للعالم لدينا رواية سعودية.
فتح القصيبي المزيد من الشقق والبنايات الروائية إلا أنه لم يتمكن أن يقنع القارئ بأنه يقدم عملاً أكثر قوة على الأقل على مستوى الموضوع وظل يدفع للمطابع ودور النشر سنوياً بمجموعة من الإصدارات لكنه حتى الآن لم يستطع أن ينافس شقته التي ربما ظلت عقدة أمامه. 
ظل الشاعر (وربما المتنبي على وجه التحديد) يصارع القصيبي الروائي طوال الفترة الماضية ويناصبه العداء وخوفه من سطوة هذا الشاعر دفعه لكي يكتب بيتاً من الشعر على رأس كل نافذة من نوافذ شقته، ويستحضر هذا الشاعر في جميع أعماله الروائية. 
وربما لهذا السبب أيضاً لم ينضم القصيبي حتى الآن تحت زمرة الروائيين بل ظل شاعراً وشاعراً بامتياز.