المحايثة في السيميائيات.. عزل النص عن سياقاته المحيطة ورصد لعناصر لا تفرزها السيرورة الطبيعية لسلوك إنساني مدرج داخل المدى الزمني

شاع مصطلح المحايثة في بداية ستينات القرن الماضي.
ويعني التحليل المحايث عند البنيويين "أن النص لا ينظر إليه إلا في ذاته مفصولا عن أي شيء يوجد خارجه "فهي عزل النص عن سياقاته المحيطة.

ويرى آخرون أن "المحايثة هي رصد لعناصر لا تفرزها السيرورة الطبيعية لسلوك إنساني مدرج داخل المدى الزمني".
فالتحليل السردي يشار فيه إلى مفاهيم لا تدرك إلا في إطار علاقتها به.

منها الدلالة الأصولية ومستويات التحليل والنص ومستوياته. وقد استفادت السيميائيات السردية من تحليل المستويات وأنماط تشكلها.

فتبلورت الفكرة التي تقول بعدم اكتراث الدلالة للمادة الحاملة لها، وأنه لا دور لهذه المادة في ظهورها وانتشارها واستهلاكها. وهناك من يعطي المحايثة مضمونا إلهيا.

من خلال القول بمعرفة محايثة يمتلكها الله ويسربها إلى الإنسان عبر ألفاظ ثلاثة: هي  لفظ القلب واللفظ الداخلي واللفظ الخارجي.

"فالمعرفة من منظور لاهوتي سابقة في الوجود على السلوك الإنساني ومصدرها محفل متعال، ولا يقوم الإنسان إلا بتصريفها في وقائع بعينها".

وهكذا ترتبط المحايثة بنشاطين: الأول يحيل على كل ما هو موجود وثابت، والثاني يتعلق بما يصدر عن كائن ما تعبيرا عن طبيعته الأصلية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال