تركي الحمد.. بين كتابة الحكايات والدراية بتقنيات الفن الروائي



عندما كتب د.تركي الحمد روايته الأولى "العدامة" لم يكن يعلم أن روايته ستدخل أغلب البيوت وستطلب من المكتبات.. وسينتظر القراء المتابعون بشغف متى تصل كلما نفدت الكمية.. ولم يكن يعلم أيضاً أنها ستصبح مادة ومثار جدل للصحافة والصالونات الثقافية والأدبية. 
لكن الذي يعلمه جيداً أن زمن الكتابات الفكرية والتنظيرات ربما قد ولى، فحزم بعضاً من أوراقه وشمر عن ساعديه وتوجه نحو كتابة الرواية.. ذلك الفن الذي أغرى كتاباً وشعراء على مستوى العالم كونها باتت شيئاً أشبه بالسحر الذي لا يمكن مقاومته. 
وهو يعرف - دون شك - ما السوق الرائجة وما المشاعر التي يمكن أن تدغدغ.. والتي يمكن أن يلعب وينثر من خلالها الأوراق.. إذ بوسع أي كاتب أن يكتب عدة روايات ومجاميع من القصص دون أن يتم الالتفات إليها. لكنه قبض على تلك الثيمة فغدت بالنسبة إليه عجينة يكورها كيف شاء، فالمجتمع نابض بنقاط حساسة وشفافة كلما قبضت عليها وكلما ركزت عليها وسلطت عليها الضوء كان الاقتراب منها والتفاعل معها أكبر، وهو ما حصل معه بالضبط. 
فالكثير من الاستطلاعات والآراء التي تابعناها بعد صدور روايته الأولى، ولعلها باقية حتى الآن تشير إلى تفاعل كبير من قبل شريحة كبيرة من المجتمع لاسيما الشباب. 
منذ بداية (العدامة) و(الشميسي) أصبح تركي الحمد مدار أغلب القراءات التي تنشر في الصحف وتناوله أغلب النقاد بالتحليل والهجوم في أحيان كثيرة، ففي الوقت الذي اعتبره البعض علامة بارزة في الرواية المحلية اعتبره آخرون دخيلاً على النوع الروائي كونه يكتب حكايات وليس له أي دراية بتقنيات الفن الروائي. ومن أبرز هؤلاء كان الناقد محمد العباس. 
وعلى الرغم من كل ما وجه إلى رواياته من انتقادات يظل للحمد دور ريادي في دفع مسيرة الرواية السعودية ووضعها في مصاف الرواية العربية.. وعلى من يعتقد عكس ذلك أن يقدم الدليل.!