توفيق زياد.. أناديكم، ادفنوا موتاكم وانهضوا، أغنيات الثورة والغضب، كلمات مقاتلة



أناديكم ... وأشد على أياديكم وأبوس الأرض تحت نعالكم وأقول أفديكم ... بكلماته هذه تغنى أحمد قعبور وأصبحت قصيدة أناديكم واحدة من أشهر ما كتب الشاعر الفلسطيني توفيق أمين زياد حول فلسطين والقضية والشعب. 
إذ يمكن أن يقاس الشاعر بمدى القصائد والدواوين التي أفرزت تياراً يمكن أن يكون قد ساد لفترة من الزمن، أو أنه يظل لأجيال وأجيال قادمة.. فقصيدة أناديكم هي من القصائد الخالدة في حياة الشعب الفلسطيني والعربي، فقد تحولت لأغنية ووصلت للناس في كل مكان، مما جعلها علامة مميزة قد لا يعرف الكثيرون أنها لهذا الشاعر.. 
ولد توفيق زياد عام 1929 في مدينة الناصرة وتبلورت شخصيته السياسية وبرزت لديه موهبة الشعر وهو في مرحلة الدراسة الثانوية وقد تابع دراسته الجامعية في موسكو حيث درس الأدب السوفيتي.
كان الكثير من الأدباء والكتاب قد درسوا الأدب الروسي في فترة الخمسينات والستينات، وكان واحداً منهم، لأن الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت ولفترة طويلة ظل قبلة للمناضلين والثوار ومنهم الأدباء الفلسطينيون الذين كانوا في ذلك الوقت طلبة جامعيين. 
ناضل من أجل شعبه وشارك في الحياة السياسية في إسرائيل طيلة سنوات مناديا بحقوق الفلسطينيين وقد ظل عضوا في الكنيست الإسرائيلي طيلة ست دورات كما شغل منصب رئيس بلدية الناصرة ثلاث فترات انتخابية ودافع عن توجهه السياسي وقناعاته الأيدلوجية بسبل شتى. 
كما عرف عنه اهتمامه بالشعر والأدب الشعبي. ويعتبر الأدب الشعبي من الأدوات التي تستخدم للنضال أيضاً حيث يعبر بها الشعب عن تمسكه بوطنه وبموروثاته الشعبية، مما يجعله أكثر قوة، ساهم توفيق زياد في الحفاظ على ذلك التراث.. 
عمل فترة على ترجمة الأدب الروسي وبعض أعمال الكاتب التركي ناظم حكمت ومن أبرز أعماله الشعرية: أناديكم، ادفنوا موتاكم وانهضوا، أغنيات الثورة والغضب، كلمات مقاتلة، عمان في أيلول، تهليلة الموت والشهادة، سجناء الحرية، وغيرها. وله أيضا عدد من الدراسات أهمها: دراسة عن الأدب الشعبي الفلسطيني، يوميات نصراوي في الساحة الحمراء، صور من الأدب الشعبي الفلسطيني، وحكايات فولكلورية. رحل توفيق زياد عام 1994 وهو في طريقه لاستقبال الرئيس الراحل ياسر عرفات خلال عودته لأريحا عقب توقيع اتفاقيات أوسلو.