عوامل نمو الديموغرافيا والدراسات السكانية.. تجاوز الصيغ الديموغرافية البحتة نحو الأحوال المتنوعة المحيطة بالسكان



عوامل نمو الديموغرافيا والدراسات السكانية:

مكن حصر النظرة التاريخية لتطور الاهتمام بقضايا السكان بشكل سريع من خلال الحقائق التالية:

  • يعود الاهتمام بالسكان وأعدادهم وبعض خواصهم كالعمر والجنس إلى الحضارات القديمة منذ أن تزايد الاهتمام بإعداد الجيوش وتنظيم إدارة الدولة والمدن. ويمكن أن نحدد هذا الاهتمام بأنه ذو طبيعة تطبيقية لم يدخل كجزء من عالم المعرفة المكتوبة والتفكير والمناقشة.

  • يبدو أن قضايا السكان دخلت حقول الأدب المعرفي من خلال الفلسفة كما هو الحال في الحضارتين اليونانية والرومانية إلى جانب التطبيقات السابقة الذكر وما استحدث من مجالات تطبيقية متعددة ظهرت كمحصلة للتقدم الحضاري، ثم من خلال التشريعات والفكر الاجتماعي والاقتصادي الذي تقدم بشكل ملحوظ إبان الحضارة العربية الإسلامية.

  • شهد عام  1662م نشر أول مطبوع ذي منهج ولغة ديموغرافية، فإن ملاحظات جرونت يراها البعض من المتخصصين في المجال السكاني أول أدب في الإحصاء السكاني الأمر الذي على إثره عد جون جرونت مؤسس علم الديموغرافيا.

  • تنامي الدراسات الاقتصادية ومن ثم الاجتماعية دفع بالضرورة إلى الزيادة السريعة في معالجة قضايا السكان بحيث تعدت هذه المعالجات الصيغ الديموغرافية البحتة نحو الأحوال المتنوعة المحيطة بالسكان سواء الظروف الاقتصادية أم الاجتماعية أم الجغرافية أم السياسة ودراسة التأثيرات المتبادلة بينها.

  • من خلال هذا التوجه حاول البعض الوصول إلى نظرية سكانية ولعل القس والراهب مالثوس يمثل البدايات الأولى والرائدة في هذا المجال. هذا فضلا عن ظهور مزيد من النظريات السكانية في مراحل تاريخية متأخرة كذلك.