أي شكل الجسم من الخارج ثم تركيب الأجهزة والأعضاء ، نتناول أولاً الناحية التشريحية الخاصة بشكل الجسم كما يبدو فى نظر الأطفال ، فمن المعلوم أن الأطفال يقومون بمقارنة بعضهم ببعض وما يلفت نظرهم الإختلاف الموجود بين تركيب جسم الصبى الصغير وجسم البنت الصغيرة وقد لاحظ علماء النفس أن البنت الصغيرة تبدي اهتماماً أكبر من الصبي فى ملاحظة هذا الفرق ويبدو هذا الفرق فى نظر البنت على أنه نقص وهي تدرك هذا الفرق بأنه نقص لصغر سنها وعدم اكتمال قواها العقلية وعجزها عن فهم حكمة هذا الإختلاف فى التركيب الجسمي، ومما يضاعف أثر الشعور بالنقص لدى البنت الصغيرة موقف الكبار الذين يقللون من شأن البنت ويرفعون من شأن الصبي مما يثير عاطفة الحقد والحسد نحو الجنس الآخر الذى يبدو من وجهة نظر البنت أسعد حظاً منها.
فالطفل يدرك أوجه الإختلاف أكثر من إدراكه أوجه التشابة ، والبيئة فعلاً - خاصة في شرقنا العربى – ترفع من قيمة الصبى وتحط من قيمة البنت ومع ذلك يرفضون التسليم ببقاء هذه الإنطباعات الأولية فى نفس المرأة ، غير أن الملاحظة الدقيقة لبعض ضروب السلوك لدى المراهقة والمرأة البالغة وكذلك المشاهدات الإكلينيكية تدل بصفة قاطعة على بقاء هذه الانطباعات المؤلمة فى اللا شعور وعودتها من جديد أثناء الحياة الزوجية.
ننتقل إلى التركيب التشريحى الداخلي، فأول ما نلاحظه هو أن الجهاز التناسلى لدى المرأة أكثر تعقداً وأدق تركيباً وأشمل أثراً من الجهاز التناسلى لدى الرجل، فبحكم تركيبها التشريحى وبحكم وظيفة الحمل نجد المرأة مركزة أكثر من الرجل حول نفسها، وحياتها الجنسية مرتبطة بعدد أكبر من الوظائف أهمها تكوين الجنين والرضاعة ويترتب على ذلك بعض الآثار النفسية الهامة.
فقد تتنازعها أحياناً قوتان متضادتان: الإندفاع الجنسي من جهة والخوف من الحمل من جهة أخرى، وقد تتغلب القوة ىالثانية على الأولى مما يؤدى إلى بعض المتاعب النفسية وإلى ألوان من القلق والإنحراف.
ونستصيع أن نحصر السمات السيكولوجية والإتجاهات العقلية المرتبطة بالشروط والعوامل التشريحية بالنقاط التالية:
أولاً: إحساس المرأة بالنقص العضوى وما يسببه هذا الإحساس من قلق وغيرة وحسد وعداوة.
ثانياً: تركيز المرأة حول نفسها ونزعتها إلى النرجسية (حب الذات) وما يترتب على ذلك من اهتمام بجمال جسمها وجاذبية وبالتالى اهتمامها بأساليب الدلال ووسائل الإغراء.
ثالثاً: الدور الهام الذى تلعبه العاطفة فى توحيد نشاطها العقلى واتجاهاتها النفسية وما يمتاز به ذكاؤها من صفة الشمول والتأليف واعتماد حكمها العقلى على العاطفة والفراسه والحدس.
لذلك ينبغى على الوالدين وعلى كل من تدعوه وظيفته فى المجتمع إلى العناية بتربية البنت أن يراعوا هذه الحقائق الأساسية وأن يعملو على أن تسير البنت فى نشأتها طبقاً لطبيعة الأنوثة وأن يحولوا دون تنمية النزعات الرجولية التى قد تستسلم لها.
التسميات
المرأة