طبيعة المرأة الفسيولوجية والبيولوجية.. وظيفتها بصدد الحياة وبقاء الجنس

إن الوظيفة الهامة التى تخضع لتغيرات دورية كل شهر وهى وظيفة تكوين البويضة لا يقتصر تأثيرها وما يتبعها من عمليات فسيولوجية على إحداث الشعور بالتعب فقط، بل هناك آثار أعمق ترجع إلى إفراز الهرمونات الخاصة بالأنثى دون الذكر وهذه المواد الكيميائية التى تفرزها الغدد تؤدى دوراً هاماً فى تنظيم النمو الجسمى والعقلى كما أن لها أثراً كبيراً فى الحالة المزاجية والوجدانية عامة والإنفعالية بوجه خاص.

فالمبيض مثلاً يفرز نوعين من الهرمونات الواحد بعد الآخر فى فترات معينة ، يسمى الأول الفيليكولين والثانى لوتيين، ولكل منهما أثر خاص يتجاوز حدود العمليات الجسمية إلى الحالة النفسية والمزاجية حتى أن بعضهم سمى الهرمون الأول بهرمون الحب والثانى بهرمون الأمومة، وكأن المرأة تمر خلال شهر بمرحلتين نفسيتين مختلفتين: مرحلة الزوجية ثم مرحلة الأمومة، وهذا يفسر لنا بعض ما يصيب المرأة من تقلب فى المزاج، والإنتقال من حالة الفرح والطمأنينة والهدوء المتزن إلى حالة الكآبة والقلق والتوتر.

فهى كالآلة الموسيقية المهددة ببعض الخلل والتى تتطلب باستمرار تنسيق أوتارها برفق ولين، ويقع عبء هذا التنسيق على كاهل الزوج الذى قد تصدمه أحياناً هذه التقلبات الفجائية فى مزاج زوجته غير أنه إذا فهم تماماً هذه الشروط الفسيولوجية العميقة التى تخضع لها المرأة يصبح من السهل عليه أن يساعد زوجته على أن تجتاز بسلام هذه الأزمات الدورية.

وننتقل إلى الحديث عن طبيعة المرأة من الوجهة البيولوجية، أى من وجهة وظيفتها بصدد الحياة وبقاء الجنس فهى أكثر تعقيداً من حالة الرجل.

فالمرأة كما تحدثنا تقع تحت تأثير هرمونين مختلفين، هرمون الحب وهرمون الأمومة وقد يكونا فى حالة تضافر وتعاون أحياناً وفى حالة تنافر وتضاد أحياناً أخرى، وكأن المرأة تتذبذب بين قطبين، بين الحب من جهة وبين الأمومة من جهة أخرى.

فهي تقوم بدور الزوجة  نحو زوجها وبدور الأم نحو أبنائها مما ينشأ صراعات مكمنها إزدواج دور المرأة  فيكون أحياناً من العسير التوفيق بينهما وتحقيق التوازن والعدالة بين مطالب كل من الزوج والأبن.

فهي ترغب وتخشى فى آن واحد كأن هناك غريزة  مضادة لغريزة الجنس ولايتم تغلب غريزة الجنس إلا إذا ضحت المرأة بأنانيتها وحبها لذاتها.

فيجب على الرجل أن يتعلم كيف يأخذ بيد زوجته لكى يحقق لها التوافق والتوفيق بين أدوارها المختلفة فى الأسرة لأن رسالة المرأة ليست مقصورة على ما تبذله من تضحيات فى سبيل وظيفتها البيولوجية من حمل ورضاعة ورعاية أطفالها.

فقبل كل ذلك من حقها أن تحظى بحياة زوجية سعيدة وبأن تجد فى حب زوجها لها وفى حبها لزوجها ما يرضى حاجاتها الوجدانية من لذة وسرور ورغباتها العاطفية من حب واطمئنان وتقدير لأن حق المرأة فى الحب لا يقل أهمية عن حقها فى الأمومة وأن فقدان أحدهما لا يمكن أن يعوضه الآخر إلا إلى حد ما وعلى حساب سعادتها الحقة وتوازنها النفسي.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال