حب المرأة للرجل وتعلقها به والحاجة إلى التعاطف الصادق.. المشاعر قد تكون مختفية في البيوت إلا في القليل منها

تشعر بعض الفتيات معاملة سيئة من أهلها، مما يدفعها إلى البحث عن البديل، "وإنه من الغريب جدا، أن كثيراً من الفتيات لا يسمعن كلمات الحب والغزل والمدح إلا عن طريق الحرام!! فعندما تسمع كلمة: "أنا أحبك" لأول مرة يكاد قلبها يطير فرحا بها، وكذلك عندما يقال لها: "أنت جميلة" أو "اشتقت لك كثيراً" أو غير هذا من الكلمات التي ينبغي أن تسمعها البنت من أبويها وإخوتها...

ولو كانت تسمع مثل هذه الكلمات بالحلال لأصبح احتمال انجرافها وراء من يُسمعها إياها بالحرام أقل.

ولكن الذي يحصل أنها لا تسمع منها شيئا حتى تسمعها من الغريب! أما الوالد والوالدة فقد تسمع منهما ما يزيدها هما إلى همها، وربما لا تسمع منهما شيئا البته.

إن مجتمعنا جاف جدا، والمشاعر قد تكون مختفية في البيوت إلا في القليل منها.. وعندما تبحث الفتاة عن مكان تفرغ فيه عاطفتها فلا تجد إلا والدا مشغولا بعمله، وأما مشغولة بأشياء تافهة.. وعندما تبحث عن شخص يبادلها الشعور بالحب ولا تجده في البيت.. وعندما تتاح لها الفرصة في إيجاد البديل - في غيبة من الدين والعقل -... فهل بعد هذا نستغرب إذا انحرفت مشاعرها عن طريقها الصحيح؟

لذا يجب على الوالدين أن يظهرا مشاعرهما لابنتهما، وإظهار المشاعر يكون بالكلام الجميل (أحبكِ، حبيبتي، اشتقت إليكِ... الخ)، ويكون بالقبلة واللمسة والضمة الأبوية الحانية.. وليتأكد الوالدان أن ابنتهما إن وجدت عندهما ما يغنيها عن الحرام فإنها في مأمن من ألاعيب المعاكسين، ولا يعني هذا أنها ستكون في غنى عن الزوج.. ولكنها ستكون أكثر صموداً أمام الإغراءات من تلك التي لم تتعود على الكلام الجميل وعلى الاهتمام بها في البيت.

نستطيع أن نقول إن الفتاة في مجتمعنا عندها مشكلة حقيقية في إيجاد شخص يتعاطف معها ويكون قريبا منها، "يتشرب المشاكل والهموم، ويستمع للشكوى ويظهر التعاطف والحب الصادق، خصوصاً عندما تكون الفتاة محاطة بأب بعيد عنها وبينها وبينه علاقة رسمية تمنعها من الشكوى له؛ وأم لاهية عابثة بعيدة عنها تتعامل الفتاة معها بعلاقة رسمية بحيث لا تستطيع الفتاة أن تجعل منها صديقة لها، وبعيدة عنها بحيث أن الأم لا تنزل للمستوى العمري المناسب لابنتها ولا تتفهم حاجتها في هذا السن".

وهكذا تبرز الحاجة للتعاطف وللاستماع كسبب أول لبحث الفتاة عمن يستمع إليها، فتجد في الشكوى للشباب فرصة للتنفيس عن نفسها، وهكذا تتخلص الفتاة بشكواها للشاب من مشكلة عدم وجود من يسمعها ولكنها تقع في مشكلة التعلق بالشخص الذي يساعدها في حل مشاكلها.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال