منذ اختراع التلفزيون والسينما وتطور الوسائل السمعية والبصرية بدأ التبلور من الصراع بين ثقافتين مختلفتين ثقافة الكلمة وثقافة الصورة.
ثقافة الكلمة هي ثقافة العقل او الذهن بما يستخدمه من اساليب استدلالية في حين ان ثقافة الصورة هي ثقافة الجمهور أو ثقافة الانفعال والوجدان وربما احيانا الغرائز وكما يستخلص اهل الثقافة والفكر فإن ثقافة الكلمة للاستدلال العقلي وان ثقافة الصورة هي امتداد للادراك البصري.
هناك بون شاسع بين هذين الحقلين من الآليات المعرفية، رغم وسائط الاعلام المختلفة تحاول الجمع بين الثقافتين او تطعيم ثقافة الصورة بلقاحات من ثقافة الكلمة.
إن الصورة كيان مرجعي لثقافة الصورة لا تحيل إلى شيء آخر هي الغاية والبديل بل تحاول الايهام بأنها الواقع العيني وهي العلم عينه و المعرفة ذاتها وخصوصا وأنها تتسرب الى الإيهام بأنها الواقع العيني.
وهي العلم عينه وداخل البيوت لتكشف عن كل شيء وتسعى الى فرض التطابق بين المعرفة والمشاهدة أما الكلمة فهي رمز ووسيلة تطلق آلة التفكير فتتواعد عدة رموز للتأويل والحكم واستخلاص النتائج.
الصورة ترتبط بالملموس والكلمة ترتبط بالتجريد.ذالصورة لها تشخيص ما والكلمة لها تعميم.
الصورة لها مقولة الزمان والمكان انها مقولة محسومة ، الكلمة مفهوم ذهني يتعلق بالمنطق ومفاهيم الهوية والعلية والكمية والكيفية لذلك لاتحتاج الصورة الى مجهود كبير في التلقي انها احيانا جذابة ومغرية وسألتها هي الصورة نفسها.
الكلمة تتطلب العناء وتقوم على التفكيك وبناء العلاقات من جديد.
الصورة أكثر وقعا لانها تقدم نفسها دفعة واحدة والكلمة تأتي في شكل سلسلة متلاحقة ولذلك فالصورة أكثر تحريضا على الإثارة وعلى الاستهلاك لان لها جاذبية ولذلك قيل بأن سيد الصورة هو سيد البلاد.
لاشك ان في ذلك طغيان للشكل على المضمون وسيطرة للسطوح البراق على ماهو كامن في الأعماق وهذا يعني الغاء لوعي قديم وتقديم لما هو بديل والحاجة الى معرفته تبدو هي الأهم.
التسميات
دراسات أدبية