منظومة اللغة وتفاعلها مع خارجها.. نظام الصرف العربي وتراثه الاشتقاقي وتوثيق علاقة اللغة العربية بفروع المعرفة المختلفة

لابد أن نشير إلى الحاجة إلى نظرة أشمل إلى اللغة العربية, وعلاقتها بفروع المعرفة المختلفة.
وحرصاً على عدم تبديد الوقت والجهد، نوصي أن نركّز في ذلك على الجوانب الخاصة التي تميّز العربية عن باقي اللغات، ونكتفي هنا بمثالين:

1- المثال الأول: العلاقة بين نظام الصرف العربي وتراثه الاشتقاقي، الذي لا تدانيه لغة أخرى من لغات العالم، وبين علم البيولوجيا الجزئية القائمة على لغة الجينات وعلم نفس الذكاء، فيما يخصّ التناظر بين توليد المشتقات صرفياً والتوليد البيولوجي، وتوليد المفاهيم.

2- المثال الثاني: العلاقة بين فنون الخط العربي، وبين الفنون التشكيلية، وهندسة الديكور، والمعمار يتطلب توثيق علاقة اللغة العربية بفروع المعرفة المختلفة، وإعداد فريق من الباحثين من ذوي القدرة على عبور حواجز التخصّصات النوعية وتعدّدها.

وحتى نضمن فاعلية الجدل العلمي بين هؤلاء الباحثين ذوي التخصّصات المختلفة، يجب إعطاؤهم خلفية عامة مشتركة نقترح بشأنها الموضوعات الرئيسة الآتية:
- التوجهات العامة للسانيات الحديثة.
- فقه اللغة العربية وخصائصها.
- تراثنا اللغوي من منظور علم اللغة الحديث.
- فلسفة اللغة.
- هندسة النظم.
- تكنولوجيا المعلومات من منظور لغوي.

إذن فقد ارتقت اللغة من كونها تابعاً علمياً، وفرعاً معرفياً متخصّصاً، إلى أن أصبحت نهجاً علميّاً عاماً، يمكن تطبيقه على العديد من الفروع المعرفية.

من هنا نرى بأنه لابد من اختيار أنسب النهج اللغوية، والنماذج الحاسوبية بحثاً متعمّقاً يضاهي بين إمكانات هذه النهج والنماذج، وبين خصائص منظومة اللغة العربية الشاملة، وكذلك منظوماتها الفرعية، ويقصد بها منظومات الصوتيات، والصرف، والنحو، والدلالة والمعجم، وبات الأمر في حاجة إلى اختيار أنسب النماذج اللغوية لتلبية مطالب اللغة العربية: تنظيراً وتعليماً ومعالجة آلية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال