أهمية التعليم الابتدائي الأساسية في عملية إصلاح المنظومة التربوية



يعد التعليم الابتدائي الدعامة الأساسية في عملية إصلاح المنظومة التربوية.
وقد تمت مراجعة مكوناته وفق الاختيارات والتوجهات التربوية العامة كما حددتها لجنة الاختيارات والتوجهات التربوية.

ففي خضم ما تعرفه الساحة التعليمية من مستجدات، أصبح لزاما مواكبتها بوضع مناهج تربوية تجعل المتعلم يعايش في محيطه تحولات اجتماعية وفكرية واقتصادية.

وقد أصبحت المدرسة الابتدائية في حاجة إلى مواكبة كل ما له صلة بهذه التحولات وخاصة في المجال التربوي.

وانطلاقا من المبادئ التي تحددت في ضوئها مواصفات المتخرج، تم تنظيم الدراسة بالتعليم الابتدائي وفق الأسلاك والدورات والمواد.

تم اعتماد نظام الأسلاك حيث أصبح التعليم الابتدائي يتكون من سلكين: سلك أساسي تدوم الدراسة فيه أربع سنوات؛ وسلك متوسط بنفس مدة الدراسة تتوج السنة الرابعة منه بشهادة نهاية الدروس الابتدائية.

وأصبحت السنة الدراسية تتكون من 34 أسبوع عمل فعلي بدل 32 أسبوعا في السابق.
كما تم تنظيم الدراسة في دورتين تتكون كل دورة من 17 أسبوع عمل فعلي حتى يتسنى استغلال الغلاف الزمني المخصص بشكل يوفر فرص الأنشطة والدعم والتحصيل.

ومن مستجدات الإصلاح التربوي دمج التعليم الأولى في منظومة التعليم الابتدائي عند تحقيق تعميم هذا الأخير في 2004 بغية تمكين شريحة عمرية مهمة من ولوج المدرسة في سن مبكرة ابتداء من سن الرابعة.

يتمحور برنامج السنتين الأولى والثانية من السلك الأساسي (أي التعليم الأولي) حول مجموعة من الأنشطة المناسبة لنمو الطفل. (أنشطة التواصل الشفهي، أنشطة الدعم، الإعداد للقراءة، أنشطة التخطيط والكتابة الخ.).

أما برامج السنتين الثالثة والرابعة من السلك الأساسي، فقد تم تخصيصها لأنشطة ترتقي بالمتعلم من درجة التحسيس والاستئناس إلى درجة الاكتساب وبداية التوظيف وفق مبدإ التدرج، فتم التركيز على تمكين المتعلم من أدوات التواصل في أهم تجلياتها.

وقد تمت مراجعة برامج التربية الإسلامية بما يلائم مستوى النمو العقلي والوجداني للطفل.
ومن مستجدات هذا السلك أيضا إدراج تعليم اللغة الفرنسية ابتداء من السنة الرابعة، كما أدرج تعليم اللغة الأمازيغية منذ السنة الأولى من السلك الأساسي حتى السنة الرابعة منه.

أما السلك المتوسط من التعليم الابتدائي، فيستغرق أربع سنوات.
وتتوزع مقرراته على وحدات دراسية بمكوناتها هي التربية الإسلامية واللغة العربية والنشاط العلمي والتربية الفنية والرياضيات واللغة الفرنسية والتربية البدنية.

ويبدأ تدريس الاجتماعيات في السنة الثانية من هذا السلك، وتدريس اللغة الأجنبية الثانية في السنة الثالثة.

ويتميز المنهاج الدراسي للتعليم الابتدائي بمجموعة من المميزات أهمها التكامل والانسجام والتدرج والتنوع والتخفيف تجعله يستجيب لخصوصيات كل مرحلة عمرية.

لذا تم إرجاء بعض المواضيع إلى المستويات العليا، كما تم إدراج مفاهيم من مختلف مجالات حقوق الإنسان والمحافظة على البيئة.


المواضيع الأكثر قراءة