العلاقات التربوية وفهم حاجات التلاميذ والتلميذات.. إعطاء المتعلمين المثال والقدوة في المظهر والسلوك والاجتهاد والفضول الفكري والروح النقدية البناءة



العلاقات التربوية وفهم حاجات التلاميذ والتلميذات:

"على المربين الواجبات والمسؤوليات المرتبطة بمهمتهم وفي مقدمتها:
- جعل مصلحة المتعلمين فوق كل اعتبار.
- إعطاء المتعلمين المثال والقدوة في المظهر والسلوك والاجتهاد والفضول الفكري والروح النقدية البناءة".
الميثاق الوطني للتربية والتكوين (المادة 16).

التخلي عن المقاربة التقليدية للتربية:

إن الاستعلام حول حياة التلاميذ والتلميذات والمجتمع المحلي يحسن من الإنصاف ومن الجودة في المدرسة، ويرفع كذلك من النتائج المدرسية.

إن إقبال العديد من التلاميذ والتلميذات ذوي المشارب الثقافية وموارد العيش المختلفة، فضلا عن رغبة في التعلم يفرض على المدارس أن تطور وسائل جديدة تجعلها قادرة على التكيف مع زبنائها الجدد وحاجياتهم الخاصة.

ولأجل ذلك يجب أن تكون المدارس على استعـداد للتخلي عن المقاربة التقليدية للتربية التي ساندتها خلال سنين عدة، وهي المقاربة التي تفترض أن كل التلاميذ والتلميذات يتعلمون ويشتغلون بالطريقة ذاتها، وأن التعليم والتعلم مترادفان.

بناء استراتيجيات تعليمية وبرامج دراسية أكثر فعالية:

بل إن على الـمدارس أن تقتنع بأن كل تلميذ (ة) يقبل عليها حاملا لمجموعة من القوى والتجارب الفريدة التي تمثل قالبا يستعمله لاستيعاب معلومات جديدة، فالتلاميذ والتلميذات يستخدمون مفاهيم عملوا على انتقائها مسبقا كما يؤولون معارف جديدة، الشيء الذي يفرض تحويل بؤرة الاهتمام مما يُعلم باتجاه ما يجـب أن يُتعلم.

وهذا يفترض معرفة ما الذي يتعلمه التلاميذ والتلميذات ويصلح كأساس للتعليم. "إن نظريات التعلم الحالية تلح على كون كل تلميذ (ة) يؤول المعارف الجديدة اعتمادا على تجاربه الشخصية وأسلوبه في التعلم.
وعليه، فإنه يتوجب على هيأة التدريس أن تنظر للعالم كما يراه التلاميذ والتلميذات، وذلك بغية تبني استراتيجيات تعليمية وبرامج دراسية أكثر فعالية".

استجابة الطرائق البيداغوجية لحاجيات الطفل:

إن المعلمين والمعلمات باعتناقهم لوجهة النظر هاته تجاه المعرفة والتعلم يمكنهم أن يشرعوا في البحث واكتشاف التجارب في القسم، أي تلك التي تؤكد الفكرة القائلة بأن "كل الأطفال بغض النظر عن الوسط العائلي أو الاجتماعي، يمكنهم أن يتعلموا بشكل جيد عندما تكون الطرائق البيداغوجية مستجيبة لحاجيات الطفل وعندما يتم التركيز على ما يجري تعلمه أكثر من التأكيد على الذي جرى تعليمه".

لقد كشف بحث شامل أن الفجوة في إنهاء التعلم بين الأطفال المندمجين في الحياة المدرسية والأطفال الذين يعتبرون عادة غير محظوظين ليست ناتجة عن اختلافات في القدرة على التعلم الصرف بل هي اختلافات ناتجة بالأحرى عن تنوعات في جودة التعليم الذي يتلقاه الأطفال.

فهم تجارب التلاميذ والتلميذات:

إن أخذ هذا الأمر بعين الاهتمام يفرض على المعلمين والمعلمات أن يطلعوا أكثر على الحياة المدرسية للتلاميذ والتلميذات وكذا على حياتهم الخاصة وحاجياتهم المختلفة، وأن يطرحوا أسئلة بصددها، وهناك أمثلة للبحث مثل:
"من هم التلاميذ والتلميذات الذين لا يظهر عليهم الاهتمام في تعليمي؟
هـل لهم خصائـص مشتركة؟
هل يجلسون في نفس المكان من القسم؟
هل هم من الجنس نفسه؟
هل هم أقل مواظبة...؟
متى يظهر هؤلاء الأطفال اهتمامهم بالدرس؟
ما الذي يمكنني القيام به لجعلهم أكثر مشاركة في الدرس؟
ما طبيعة العلاقات التي ينبغي قيامها بين التلاميذ والتلميذات وهيئة المدرسين والمدرسات والهيئة الإدارية وكذلك العلاقة بين التلاميذ والتلميذات أنفسهم من الجنسين معا؟".

وعليه فإنه يظهر أن بناء منهجيات فعالة يتطلب بالضرورة فهم تجارب التلاميذ والتلميذات في فصل الدراسة والآثار الخارجة عن المدرسة والتي تحدد التزامهم وتعلمهم ومكوثهم في المدارس.

كما أن الممارسات التعليمية تكون أكثر فاعلية عندما تبنى انطلاقا من حاجيات التلاميذ والتلميذات وقواهم وقدراتهم المختلفة.

الأهـداف:

1- اعتماد استراتيجيات للاستفادة من حياة الأطفال داخل الفضاء المدرسي وتطوير العلاقات بينهم وبين المعلمين والمعلمات لإنماء الإنصاف والجودة.

2- توظيف الإسهامات التي يقدمها البحث في مجال الأفكار والمعارف الجديدة حول التعليم للاستجابة بشكل أحسن لحاجيات التلاميذ والتلميذات المختلفة.

3- خلق اتصال بين المعلمين/ المعلمات وبين حياة وتجارب الأطفال خصوصا منهم غير المحظوظين.

4- جمع وتحليل ملامح الطفل/ الطفلة خدمة لما يقتضيه الاستخدام في التعليم داخل الأقسام.

5- وضع قواعد وتوجيهات لمحاورة الأطفال وسجل لإجراء المقابلات معهم.