صرخت. ومن أغلى من زوجي.. شريك حياتي؟ هل أدع الشيطان يتخبطه؟! أم الإعلام يوجه فكره؟! أم صور المجلات تثير غريزته؟!
صرخت... لا وألف لا.. وسأبدأ الخطوة الأولى وسأتبعها خطوات ويسبق ذلك كله الدعاء.
صبرت وعانت وجدت المشقة والعنت حتى استقام لها الأمر بعد شهور طويلة فيها من الكلمات الجارحة والدموع والآلام ما الله به عليم.
بعد ذلك كله عندما هدأت الزوبعة دعاها يومًا وقال: بماذا أجازيك على صبرك؟!
لم تتمالك نفسها، سقطت دمعة الفرح من عينيها وهي تبتسم وقالت: جمعنا الله في جنات عدن..
قال لها: لك أجر ما عملت من خير ولا ينقص من عملي شيء أما سمعت حديث الرسول r: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا» رواه مسلم.
صبرت على ما تلاقيه من سوء عشرة زوجها، صبرت واحتسبت وكتمت فلا يعلم بحالها أحد ولا يدري أحد ماذا يدور في منزلها.
قدمت الرضا والصبر بما قضاه الله وقدره فلم تشتك لمخلوق بل تهرع إلى الصلاة كلما حز بها الأمر إنها الصابرة المحتسبة.
تزوجت بزوج بخيل فيه من اللؤم صفة ومن البخل أثر وعندما طلقها لم ينفق عليها ولا على أطفالها وصغارها وحسب أن ذلك من حسن الصنيع والدهاء، وما علم أن له موقفًا أمام الله أما هي فرأت الأمر بمنظار آخر.
تصدقت على أطفالها وقالت: هم أحق من الفقراء الآخرين ألبستهم أفخر الثياب وأحسن الملابس، وتسمع من صويحباتها عبارات الثناء على أبيهم وإنفاقه عليهم وما علموا أن الأمر من أمهم.
عبد الملك القاسم