التربية في الإسلام وتكافؤ فرص التعليم.. الناس سواسية كأسنان المشط



التربية في الإسلام وتكافؤ فرص التعليم:

يستطيع الباحث أن يؤكد دون تردد أو هوى أن فرص التعليم في العالم الإسلامي كانت مكفولة للغني والفقير على حد سواء، وأن الفقر لم يقف عائقا أمام الراغب في العلم والساعي إليه، فالتعليم بدأ في المسجد، ولا نزاع في أن المسجد كان مفتوحا للجميع، وكانت حلقاته مُعَدّة لاستقبال الطلبة بالمجان دون قيد أو شرط[1].

بناء الإنسان الصالح:

والتربية لا يمكن أن تكون عملية إقليمية ضيقة، تحدها حدود الأرض، أو فواصل اللغة أو اختلاف اللغة واللون وتنوع الجنس، فهي تسعى إلى بناء الإنسان الصالح لتبني به المجتمع الصالح، وهو لابد أن يكون مجتمعا متعلما متبصرا، يستشعر الفرد فيه معنى الأخوة الإنسانية ويعتز به ويصونه ويحافظ عليه.

وعلى ذلك فالمساواة في التعليم بين عناصر الجنس البشري كلها أمر واجب لا فرق في ذلك بين أبيض وأسود، ولا بين ذكر وأنثى فكلهم مطالبون بالعبادة لله ولا عبادة بغير علم وهدى.[2]

المساواة في التعليم:

فالتعليم مكفول للجميع في الإسلام فالناس سواسية كأسنان المشط، لا تفاضل بينهم إلا بالتقوى، بينما نجد الأمر مختلفا في كثير من البلدان خاصة في وقتنا الحاضر، حيث نجد التمييز القاتل بين الناس فيحرم بعضهم من العلم بسبب عدم قدرتهم على الالتحاق بالمدارس ومن التحق بالمدارس لا يستطيع الالتحاق بالجامعات نظرا لارتفاع تكاليف الدراسة، بل ولجوء بعض الدول إلى خصخصة التعليم الأمر الذي يحرم الكثير من أصحاب الكفاءات والقدرات العلمية من تحصيل العلم بالشكل الصحيح .ويحرم الأمة من قدراتهم وإمكاناتهم.

[1]- أحمد شلبي، مرجع سابق  ص (291).
[2]- زغلول النجار، مرجع سابق، ص (104).