(متهم بالإنحياز، وهي تهمة لاأنفيها، أنا منحاز لمن هم "تحت").
ناجي العلي (رحمه الله)
تقديم لابد منه:
أدار ظهره في سنوات ما بعد 1973 وعقد يداه خلف ظهره...حنظلة كان الأيقونة التي تحفظ روح ناجي العلي من الانزلاق...كان نقطة العرق التي تلسع جبينه إذا ما جبن أو تراجع...ولد حنظلة في العاشرة من عمره توقف زمنه هناك...في تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلطسين سيكون بعدُ في العاشرة، ثم يبدأ في الكبر...فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء ، كما هو فقدان الوطن استثناء...وأما عن سر تكتيف يديه فيقول ناجي العلي : "كتفته بعد حرب أكتوبر 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة ، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة ، فهو ثائر وليس مطبع."...وعندما سئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب : عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة ،وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته.
جحا: أهلا بك حنظلة في هذا اللقاء
حنظلة: لا أهلا و لا سهلا
جحا: نحن على الهواء حنظلة
حنظلة: نحن على الحضيض يا متخلف
جحا: حنظلة، تفضل و قدم نفسك للقارئ
حنظلة: عزيزي القارئ اسمح لي ان اقدم لك نفسي .. انا وأعوذ بالله من كلمة أنا ..
اسمي : حنظلة ، اسم أبي مش ضروري ، امي .. اسمها نكبة وأختي الصغيرة فاطمة ..
نمرة رجلي :ما بعرف لاني دايماًً حافي ..
تاريخ الولادة : ولدت في (5 حزيران 67)
جنسيتي: أنا مش فلسطيني مش أردني مش كويتي مش لبناني مش مصري مش حدا .. الخ، باختصار ممعيش هوية ولا ناوي أتجنس .. محسوبك إنسان عربي وبس .. التقيت بالصدفة بالرسام ناجي .... كاره فنه لانه مش عارف يرسم .. وشرحلي السبب .. وكيف كل ما رسم عن بلد .. السفارة بتحتج ..الإرشاد والأنباء ( الرقابة) بتنذر ..
قلي الناس كلها اوادم .. صاروا ملايكة .. وآل ما في أحسن من هيك .. وبهالحالة .. بدي أرسم بدي أعيش .. وناوي يشوف شغلة غير هالشغلة .. قلتله انت شخص جبان وبتهرب من المعركة .. وقسيت عليه بالكلام ، وبعدما طيبت خاطرو .. وعرفتو على نفسي واني إنسان عربي واعي بعرف كل اللغات وبحكي كل اللهجات معاشر كل الناس المليح والعاطل والادمي والازعر .. كل الأنواع .. اللي بيشتغلوا مزبوط واللي هيك وهيك .. وقلتله اني مستعد ارسم عنه الكاريكاتير . كل يوم وفهمته اني ما بخاف من حدا غير من الله واللي بدوا يزعل يروح يبلط البحر .. وقلتلو عن اللي بيفكروا بالكنديشن والسيارة وشو يطبخوا اكتر من مابفكروا بفلسطين .. وياعزيزي القارئ .. انا اسف لاني طولت عليك .. وما تظن اني قلتلك هالشي عشان اعبي هالمساحة .. واني بالاصالة عن نفسي وبالنيابة عن صديقي الرسام اشكرك على طول .. وبس ..
جحا: كيف حالك حنظلة؟
حنظلة: زفت في زفت
جحا: ناجي العلي لم يبالغ حين قال عنك: "لا أبالغ إذا قلت إنني قد أستمر به بعد موتي"
حنظلة: الخطأ الوحيد الذي ارتكبه ناجي هو حين تركني من بعده مع برفقة جيل يجر ذيل الهزيمة و الخيبة...
جحا: كيف ترى الحاضر العربي؟
حنظلة: هو فيه حاضر؟ قول كيف ترى الغائب العربي!...هو العرب حاضرين عشان يكون عندهم حاضر؟...لا ضمير غائب و لا ضمير حاضر...فيه ضمير ميت و بس
جحا: أين أنت الآن؟
حنظلة: ما زلت واقفا على باب المخيم حاملا مفتاح بيتي في حيفا...ما زلت أراقب عداد القتلى من غزة إلى بغداد...
جحا: ما رأيك في أوسلو؟
حنظلة: مسحوق تصبين نظفنا من ثوابتنا
جحا:و احتلال بغداد؟
حنظلة: العاصمة العربية الوحيدة التي احتلت بالقوة و السلاح
جحا: هل تابعت مشهد سقوطها؟
حنظلة: تابعت فصلا من فصول سقوطنا تباعا
جحا: لماذا لم ينتحر العلوج على أسوار بغداد؟
حنظلة:لأننا انتحرنا قبلهم
جحا: لماذا لم تحارب الجيوش العربية حتى الآن؟
حنظلة: لأنها تحارب شعوبها، الجيوش العربية أقيمت لحماية الحاكم من شعبه، كونه العدو رقم واحد، ثم هل بذلك السلاح الصدئ سوف يحاربون؟
جحا: كيف لم يصنعوا الأسلحة حتى الآن؟
حنظلة: و من قال لك أنهم لا يصنعون الأسلحة؟ هم يتقنون صنع الجهل والأمية و الفقر، الجهل سلاح لمواجهة العلم و التقدم، و الأمية سلاح لمقارعة المعرفة و التحضر، و الفقر سلاح لسحق الأمل في الحياة بكرامة
جحا: علمت مؤخرا أنك توصلت لنظرية فريدة سميتها "نظرية البقرتان"، حاولت من خلالها ضبط العديد من المفاهيم، ما رأيك أن نقدم للقارئ نظرة موجزة عنها؟
حنظلة: طيب، تفضل
جحا: الاشتراكية؟
حنظلة: أن تكون لديك بقرتان تعطي واحدة لجارك
جحا: الشيوعية؟
حنظلة: أن تكون لديك بقرتان فتأخذ الحكومة الاثنتين وتمنحك بعض اللبن
جحا: الفاشية؟
حنظلة: أن تكون لديك بقرتان فتأخذ الحكومة الاثنتين وتبيع لك بعض اللبن
جحا: النازية؟
حنظلة: أن تكون لديك بقرتان فتأخذ الحكومة الاثنتين وتعدمك
جحا: البيروقراطية؟
حنظلة: أن تكون لديك بقرتان فتأخذ الحكومة الاثنتين وتقتل واحدة وتحلب الأخرى وتلقي باللبن بعيدًا
جحا: الرأسمالية؟
حنظلة: أن تكون لديك بقرتان فتبيع واحدة وتبتاع ثورًا، من ثم ينمو القطيع فتبيعه وتتقاعد معتمدًا على الدخل.
جحا: شركة أمريكية؟
حنظلة: أن تكون لديك بقرتان فتبيع واحدة وترغم الأخرى على أن تعطيك لبن أربع بقرات ثم تستأجر خبيرًا استشاريًا لفهم لماذا ماتت البقرة.
جحا: شركة فرنسية؟
حنظلة: أن تكون لديك بقرتان فتعلن الإضراب لأنك تطالب بثالثة.
جحا: شركة يابانية؟
حنظلة: أن تكون لديك بقرتان. تعيد تصميمهما جينيًا بحيث تصيرا عشر حجم البقرة العادية، مع مضاعفة اللبن عشرين مرة ثم تبتكر شخصية بقرة للرسوم المتحركة اسمها (كاوكيمون) وتسوقها في العالم كله.
جحا: شركة ألمانية؟
حنظلة: أن تكون لديك بقرتان. تعيد تصميمهما جينيًا بحيث تعيش الواحدة مائة عام وتحلب نفسها وتأكل مرة كل شهر.
جحا: شركة إيطالية؟
حنظلة: أن تكون لديك بقرتان لكنك لا تعرف أين هما ثم تكف عن البحث لأن ساعة الغداء حانت.
جحا: شركة روسية؟
حنظلة: أن تكون لديك بقرتان تعدهما فتجد أن لديك خمس بقرات. تعد من جديد فتجد أن العدد 42 تعد من جديد فتجد أنهما بقرتان تتوقف لتفتح زجاجة فودكا أخرى.
جحا: شركة سويسرية؟
حنظلة: أن تكون لديك 5000 بقرة لا تملك واحدة منها. لكنك تتقاضى من الآخرين ثمن الاحتفاظ بها.
جحا: شركة صينية؟
حنظلة: أن تكون لديك بقرتان ولديك 300 واحد لحلبهما. تنشر أخبارًا عن انعدام البطالة وتقدمُ صناعة الألبان وتعتقل الصحفي الذي نشر الأرقام الحقيقية.
جحا: شركة هندية؟
حنظلة: أن تكون لديك بقرتان وأنت تعبدهما.
جحا: شركة بريطانية؟
حنظلة: أن تكون لديك بقرتان مجنونتان!
جحا: شركة عربية؟
حنظلة: أن تكون لديك بقرتان كلتاهما ذهبتا لمبايعة الحاكم
و أدرك حنظلة الصباح فسكت عن الكلام المباح.
التسميات
مبدعون فلسطينيون