قال بدر شاكر السياب:
رحلَ النهار
ها إنـَّـه انطفأت ذبالته على أفقٍ توهجَ دونَ نار
و جلستِ تنتظرينَ عودة سندبادَ منَ السـِّـفار
و البحرُ يصرخُ من ورائكِ بالعواصفِ و الرعود.
هوَ لن يعود،
أوما علمتِ بأنهُ أسرتهُ آلهة البحار
في قلعةٍ سوداءَ في جزرٍ من الدمِ و المحار.
هو لن يعود،
"رحل النهار"
-------------------
قال أدونيس:
قال أدونيس:
أقسمت أن اكتب فوق الماء
أقسمت أن احمل مع سيزيف
صخرته الصماء
أقسمت أن أظل مع سيزيف
اخضع للحمى وللشرار
ابحث في المحاجر الضريرة
عن ريشة أخيرة
تكتب للعشب وللخريف
قصيدة الغبار
أقسمت أن أعيش مع سيزيف
"إلى سيزيف"
- ملاحظة الأمثلة:
المثال الأول:
بملاحظة جملة "رحل النهار" نجدها تمثل انزياحا دلاليا لتنافر "رحل"فعل متعلق بكائن حي و"النهار" ظاهرة فيزيائية غير عاقلة ،ولاختزال التنافر نؤَوٍل "النهار" الذي يعني العمر والحياة عند السياب، فالنهار يرمز للعمر.
كما أن السندباد في القصص العربية رمز للرحلة والمغامرة ويتقاطع مع الشاعر في طول رحلته عبر الحياة إلا أنه لن يعود للحياة كما كان يعود السندباد من رحلاته البحرية المحفوفة بالمخاطر.
المثال الثاني:
"شعر سيزيف باقتراب الموت فأقنع زوجته بأن لا تدفنه.
والآن هو ميت! نجح بأخذ الإذن بالعودة إلى الحياة وبعد أن وعد بالرجوع إلى عالم الموتى حيث هيديس الملك، ليطلب من زوجته أن تدفنه بطريقة صحيحة، لكنه عندما رأى ضوء الشمس وجمال الحياة، بدأ يخادع ولا يفكر بالرجوع! وعاش حتى أصبح هرما ومن ثم مات.
والآن هو ميت! نجح بأخذ الإذن بالعودة إلى الحياة وبعد أن وعد بالرجوع إلى عالم الموتى حيث هيديس الملك، ليطلب من زوجته أن تدفنه بطريقة صحيحة، لكنه عندما رأى ضوء الشمس وجمال الحياة، بدأ يخادع ولا يفكر بالرجوع! وعاش حتى أصبح هرما ومن ثم مات.
لكن العقاب برفع الصخرة كان بالمرصاد جزاء لخداعه."
هذه الأسطورة رديفة لمعنى الاستمرار والعمل والتفاؤل وتكرار الفعل وقد وردت في النصوص كما لدى أدونيس بمثابة إعادة دورة الحياة كل صباح على أمل الخلاص.
وهذه الأسطورة يعبر بها الشاعر عن موقفه الفردي من النضال في الحياة، كما يعبر عن موقف الجماعة ألأمة العربية في نضالها ضد الظلم والاحتلال.
التسميات
باك