تحليل أمثلة لأفعال الكلام:
أمثلة الانطلاق:
1- قال تعالى: "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب" سورة آل عمران الآية 8.
2- "قالت الأم: جاء العريس، حضي برضى السلطان وموافقة أبيك!(...).
فبكت دنيا زاد قائلة: أليس لي حق القبول أو الرفض؟
فقالت الأم مستنكرة: إنها رغبة السلطان..
فتأوهت قائلة: ليتني أهرب من هذه الدنيا...
- تكون فضيحة أكبر وقد لا تسلم أختك من العواقب...
فأفحمت في البكاء حتى قالت أمها: ليت المشكلات تحل بالدموع...
فهتفت دنيا زاد: لكني لا أملك إلا دموعي!..."
نجيب محفوظ: ليلي ألف ليلة ـ مكتبة مصر ـ القاهرة :1987 ص 107ـ108
في الآية الكريمة نجد فعلين كلاميين الأول يفيد النهي (لا تزغ) والثاني يفيد الأمر(هب لنا)، وهذا الكلام المباشر ليس هم المقصود من المؤمنين لغياب شرط الاستعلاء، وهو ما جعل القوة الإنجازية الحرفية للنهي والأمر مستبعدة وحلت محلها قوة انجازيه مستلزمه تفهم من سياق الكلام وهي الطلب والالتماس.
فأصبح للفعل الكلامي (ربنا لا تزغ قلوبنا) فعلين كلاميين الأول مباشر وهو القوة الإنجازية الحرفية للنهي، والثاني غير مباشر وهو القوة الإنجازية المستلزمة التي تفهم من سياق الكلام وهي الدعاء والالتماس.
ونفس الشيء مع الفعل الكلامي (هب لنا من لدنك رحمة) حيث نجد فعلين كلاميين الأول مباشر وهو القوة الإنجازية الحرفية للأمر، والثاني غير مباشر وهو القوة الإنجازية المستلزمة التي تفهم من سياق الكلام وهي الطلب والإلتماس.
المثال الثاني مقطع حواري وفعله ألتكلمي عند الأم يفيد الإخبار بحصول أمر وتأكيده وأثر الخبر على البنت هو الفعل ألتكليمي المتمثل في البكاء الذي يدل على الحزن والرفض، وسؤالها "أليس لي حق القبول أو الرفض؟" لا تطلب من ورائه الجواب ولكن تنكر حرمانها من حق الاختيار، فالاستفهام خرج عن معناه المباشر وقوته الإنجازية الحرفية التي تفيد طلب الجواب، إلى معنى غير مباشر له قوة إنجازية مستلزمة تفيد هنا الاستنكار والاحتجاج.
وقول الأم "إنها رغبة السلطان" خرج عن المعنى المباشر الذي يفيد الإخبار إلى معنى غير مباشر يراد به قطع أمل الفتاة في الرفض أو الاحتجاج.
التسميات
باك