وهل أنا إلا من غزيّة إن غوت + غويت إن ترشد غزيّة أرشد
البيت من قصيدة لدريد بن الصمّة، رثى بها أخاه وأوردها أبو تمّام في الحماسة ودريد، قتل في غزوة حنين، كافرا.
وغزيّة: رهط الشاعر.
والبيت لا يستقيم معناه إلا في سياق أبيات سبقته، لأن قراءته مفردا يعني أنه يتابع قومه على غيهم ورشدهم ..
وليس هذا مراد الشاعر، وإنما يريد أن يرسم الشاعر مبدأ جماعية القرار، بحيث يكون الفرد ملزما باتباع رأي الغالبية وإن كان يخالفهم في الرأي، وكان الحق معه وهم على غير الحقّ فيما يرى.
ولكن الفرد هنا ليس تابعا سائما وإنما هو ملزم بأن يعلن رأيه ويوضح للجماعة موقفه، فإن قبلوا فذاك هو المراد، أما إن عافوا رأيه فعليه الإذعان لرأي الجماعة وليس الانشقاق والعصيان.
ولذلك يقول قبل البيت السابق:
وقلت لعرّاض وأصحاب عارض + ورهط بني السّوداء والقوم شهّدي
علانية ظنّوا بألفي مدجّج + سراتهم في الفارسيّ المسرّد
أمرتهم أمري بمنعرج اللوى + فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد
فلما عصوني كنت فيهم وقد أرى + غوايتهم وأنني غير مهتد
وهل أنا..
والشاهد في البيت على أنّ «هل» للاستفهام الصّوري، بمعنى النفي كما في رواية «ما أنا إلا من غزيّة».
[شرح أبيات المغني/ 8/ 9، والخزانة/ 11/ 278].
التسميات
شرح شواهد شعرية