أضحت خلاء وأضحى أهلها احتملوا + أخنى عليها الذي أخنى على لبد
البيت للنابغة الذبياني من معلقته الدالية التي مطلعها:
يا دار ميّة بالعلياء فالسّند + أقوت وطال عليها سالف الأبد
وقوله: أضحت خلاء، أي: أضحت الدار.
واحتملوا: ارتحلوا.
وأخنى عليها: أهلكها.
ولبد: آخر نسور لقمان بن عاد، وهو غير لقمان المذكور في القرآن.
والشاهد في البيت: أنّ خبر (أضحى) يجوز أن يكون فعلا ماضيا بدون «قد» ويرى بعضهم أن خبر كان.
وأضحى ... الخ لا يكون إلا اسما أو ما ضارع الاسم، والماضي لا يضارع الاسم. ويرى المبرّد وابن مالك أننا نقدّر «قد» قبل الماضي.
[الخزانة/ ج 4/ 5].
فلا لعمر الذي قد زرته حججا + وما هريق على الأنصاب من جسد
والمؤمن العائذات الطير يمسحها + ركبان مكة بين الغيل والسّند
البيتان للنابغة الذبياني من معلقته.
والشاهد في البيت الثاني، وذكرت الأول ليفهم الشاهد من السياق.
فالشاعر في البيت الأول يقسم بالبيت الحرام (الكعبة) ويقسم بالأضاحي (الذبائح) التي تراق دماؤها عند الأصنام.
و «ما» في الشطر الثاني معطوفة على الذي في الشطر الأول. وكذلك قوله «والمؤمن» في بداية البيت الثاني.
والمؤمن: بمعنى الذي جعل الخلق آمنا.
والعائذات: ما عاذ بالبيت من الطير.
والغيل والسند: مكانان.
وقوله: يمسحها: الخ، أي: تمسح الركبان على الطير ولا تهيجها بأخذ.
والشاهد في البيت الثاني: (العائذات الطير) أنّ العائذات كان في الأصل نعتا للطير، فلما تقدم، وكان صالحا لمباشرة العامل أعرب بمقتضى العامل، وصار المنعوت بدلا منه.
فالطير: بدل من العائذات، وهو منصوب إن كان «العائذات» منصوبا بالكسرة على أنه مفعول به ل «المؤمن»، ومجرور، إن كان «العائذات»، مجرورا بإضافة المؤمن إليه.
والأصل على الأول: والمؤمن الطير العائذات بنصب الأول بالفتحة والثاني بالكسرة، وعلى الثاني «والمؤمن الطير العائذات» بجرهما بالكسر فلما قدّم النعت أعرب بحسب العامل، وصار المنعوت بدلا منه، وفي المفصل للزمخشري (باب الإضافة) رأي آخر.
[الخزانة/ 5/ 71].
التسميات
شرح شواهد شعرية