تقسيم الاستعارة باعتبار ما يذكر من الطرفين.. استعارة تصريحية أو مصرحة. استعارة مكنية أو بالكناية

تقسيم الاستعارة باعتبارِ ما يذكرُ من الطرفينِ:
إذا ذكرَ في الكلامِ لفظُ المشبَّهِ به فقط، فاستعارةٌ تصريحيةٌ أو مصرّحةٌ نحو قول الشاعر[1]:
 وَأَمْطَرَتْ لُؤلُؤاً منْ نَرْجِسٍ وَسَقَتْ -- وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُنَّابِ بِالبَرَدِ

فقد استعارَ: اللؤلؤَ، والنرجسَ و الوردَ، والعنابَ، والبرَدَ   للدموعِ، والعيونَ، والخدودَ، والأناملَ، والأسنانَ.

وإذا ذكرَ في الكلام لفظُ المشبَّهِ فقط، وحذِفَ فيه المشبَّهُ به، وأشيرَ إليه بذكر لازمهِ: المسمَّى «تخييلاً» فاستعارةٌ مكنيةٌ أو بالكنايةِ، كقول أبي ذؤيب الهذلي [2]:
وإذا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفارَها -- أَلْفَيْتَ كُلَّ تَمِيمَةٍ لا تَنْفَعُ

فقد شبَّه َالمنيةَ، بالسبعِ، بجامعِ الاغتيالِ في كلٍّ، واستعارَ السبعَ للمنيةِ وحذفَه، ورمزَ إليه بشيءٍ من لوازمهِ، وهو (الأظفارُ) على طريق الاستعارةِ المكنيةِ الأصليةِ، وقرينتُها لفظة ُ«أظفار»، ثم أخذَ الوهمَ  في تصوير ِ المنيةِ بصورةِ السبعِ، فاخترعَ لها مثل صورةِ الأظفارِ، ثم أطلقَ على الصورةِ التي هي مثلُ صورةِ الأظفارِ، لفظَ (الأظفارِ) فتكونُ لفظةُ (أظفارٍ) استعارة ً(تخييليةً) لأنَّ المستعارَ له لفظُ أظفارِ صورةً وهميةً، تشبهُ صورةَ الأظفارِ الحقيقيةِ، وقرينتُها إضافتُها إلى المنيةِ، ونظراً إلى أن َّ(الاستعارةَ التخييليةَ) قرينةُ المكنيةِ، فهي لازمةٌ لا تفارقُها، لأنّه لا استعارةَ بدونِ قرينةٍ.

وإذاً: تكونُ أنواعُ الاستعارة ثلاثةً: تصريحّيةً، ومكنّيةً، وتخييليةّ.

[1] - لباب الآداب للثعالبي - (ج 1 / ص 60) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 22 / ص 38) وفقه اللغة - (ج 1 / ص 87) والإعجاز والإيجاز - (ج 1 / ص 37).

[2] - تاريخ الأدب الأندلسي (عصر الطوائف والمرابطين) - (ج 1 / ص 95)وقواعد الشعر - (ج 1 / ص 3) ونقد الشعر - (ج 1 / ص 32) ولباب الآداب للثعالبي - (ج 1 / ص 42) والحماسة البصرية - (ج 1 / ص 95) ومحاضرات الأدباء - (ج 2 / ص 45) والمفضليات - (ج 1 / ص 78) وجمهرة أشعار العرب - (ج 1 / ص 67) وخزانة الأدب - (ج 1 / ص 146) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 271).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال