ينقسِمُ طرفا التشبيهِ، المشبَّهِ والمشبَّهِ به باعتبارِ تعدُّدِهما، أو تعدُّدِ أحدهِما،إلى أربعةِ أقسامٍ: ملفوفٌ، ومفروقٌ، وتسويةٌ، وجمعٌ.
1- فالتشبيهُ الملفوفُ: هو جمعُ كلِّ طرفٍ منهما مع مثلِه، كجمعِ المشبَّهِ مع المشبَّهِ، والمشبَّهِ به معَ المشبَّهِ به، بحيثُ يؤتَى بالمشبَّهاتِ معاً على طريقِ العطفِ، أو غيره، ثم يؤتَى بالمشبَّهات بها كذلك أو بالعكسِ، كقول الشاعر [1]:
ليلٌ وبدرٌ وغصنٌ -- شعرٌ ووجهٌ وقدَُّ
خمرٌ ودرٌّ و وردٌ -- ريقٌ وثغرٌ وخدُّ
وكقول البحتريِّ [2]:
تَبَسّمٌ، وَقُطوبٌ، في نَدًى وَوَغًى -- كالبرْقِ وَالرّعدِ وَسطَ العارِض البرِدِ
وكقول الشاعر [3]:
وضوء الشهب فوق الليل باد -- كأطراف الأسنة في الدروع
فإنَّ المشابهةَ بين الكواكبِ والأزهارِ لا تغيبُ عن كثيرٍ من الناس، أما التشابهُ بين النجومِ وبين أطرافِ الأسنَّةِ اللامعةِ عند نفوذِها في الدروعِ لا يحومُ عليه إلا خيالٌ بارعٌ.
2- والتشبيهُ المفروقُ: هو جمعُ كلِّ مشبَّهٍ مع ما شُبِّهَ به، كقول الشاعر[4]:
النَّشْرُ: مِسْكٌ والوُجُوهُ دَنَا -- نِيرُ وأَطْرَافُ البَنَانِ عَنَمْ
3- وتشبيهُ التسويةِ: هو أن يتعددَ المشبَّهُ دون المشبَّهِ به، كقول الشاعر[5]:
صُدْغُ الحَبيبِ وحالِي -- كِلاهُمَا كاللَّيَالي
وثغرهُ في صفاءٍ -- وأدمعي كاللآلي
سميَ بذلك: للتسويةِ فيه بين المشبَّهاتِ.
4- وتشبيهُ الجمعٌ: هو أن يتعددَ المشبَّهُ به دون المشبَّهِ، كقول البحتريِّ [6]:
كأنما يبسمُ عن لؤلؤٍ -- مُنَضُّدٍ أو بَرَدٍ أو أقاحْ
سميَ بتشبيهِ الجمعِ للجمعِ فيه بين ثلاثِ مشبَّهاتٍ به، وكقول الشاعر[7]:
بدَا ورَنَتْ لواحظُهُ دلالاً -- فما أَبهى الغَزالَةَ والغَزَالا
[1]- تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 20) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 2 / ص 279).
[2]- المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - (ج 1 / ص 141) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 2 / ص 297) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 31 / ص 62).
[3]- جواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 11) و http://www.minshawi.com/other/waili06.htm.
[4]- منتهى الطلب من أشعار العرب - (ج 1 / ص 133) والعمدة في محاسن الشعر وآدابه - (ج 1 / ص 96) ومحاضرات الأدباء - (ج 1 / ص 459) والمفضليات - (ج 1 / ص 42) ورسالة الغفران - (ج 1 / ص 77) وجمهرة الأمثال - (ج 1 / ص 71) والشعر والشعراء - (ج 1 / ص 4) وشرح ديوان الحماسة - (ج 1 / ص 446).
[5]- الكشكول - (ج 1 / ص 119) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 2 / ص 279) وتاج العروس - (ج 1 / ص 5679) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 80) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 159).
[6] - العمدة في محاسن الشعر وآدابه - (ج 1 / ص 96) وتحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 20) وتحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 125) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 431) وتاج العروس - (ج 1 / ص 7805) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 80).
[7] - المستطرف في كل فن مستظرف - (ج 1 / ص 413) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 25 / ص 457)ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 453).
التسميات
علم البلاغة